Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 47-47)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً } أي نمحو تخطيط صورها ، من عين وحاجب وأنف وفم { فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَـٰرِهَا } فنجعلها على هيئة أدبارها ، وهي الأقفاء مطموسة مثلها . والفاء للتسبيب ، وإن جعلتها للتعقيب على أنهم توعدوا بعقابين أحدهما عقيب الآخر ، ردها على أدبارها بعد طمسها فالمعنى أن نطمس وجوهاً فننكسها ، الوجوه إلى خلف ، والأقفاء إلى قدّام . ووجه آخر وهو أن يراد بالطمس القلب والتغيير ، كما طمس أموال القبط فقلبها حجارة . وبالوجوه ، رؤوسهم ووجهاؤهم أي من قبل أن نغير أحوال وجهائهم ، فنسلبهم إقبالهم ووجاهتهم ونكسوهم صغارهم وإدبارهم أو نردهم إلى حيث جاؤا منه . وهي أذرعات الشام ، يريد إجلاء بني النضير . فإن قلت لمن الراجع في قوله أو نلعنهم ؟ قلت للوجوه إن أريد الوجهاء ، أو لأصحاب الوجوه . لأن المعنى من قبل أن نطمس وجوه قوم أو يرجع إلى الذين أوتوا الكتاب على طريقة الالتفات { أَوْ نَلْعَنَهُمْ } أو نجزيهم بالمسخ ، كما مسخنا أصحاب السبت . فإن قلت فأين وقوع الوعيد . قلت هو مشروط بالإيمان . وقد آمن منهم ناس . وقيل هو منتظر ، ولا بدّ من طمس ومسخ لليهود قبل يوم القيامة ، ولأن الله عز وجلّ أوعدهم بأحد الأمرين ، بطمس وجوه منهم ، أو بلعنهم فإن الطمس تبديل أحوال رؤسائهم ، أو إجلائهم إلى الشام ، فقد كان أحد الأمرين وإن كان غيره فقد حصل اللعن . فإنهم ملعونون بكل لسان ، والظاهر اللعن المتعارف دون المسخ ألا ترى إلى قوله تعالى { قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ } المائدة 60 { وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً } فلا بدّ أن يقع أحد الأمرين إن لم يؤمنوا .