Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 49-50)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ } اليهود والنصارى ، قالوا نحن أبناء الله وأحباؤه ، وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى . وقيل 283 جاء رجال من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطفالهم فقالوا هل على هؤلاء ذنب ؟ قال لا . قالوا والله ما نحن إلا كهيئتهم ، ما عملناه بالنهار كفر عنا بالليل ، وما عملناه بالليل كفر عنا بالنهار . فنزلت . ويدخل فيها كل من زكى نفسه ووصفها بزكاء العمل وزيادة الطاعة والتقوى والزلفى عند الله . فإن قلت أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 284 " والله إني لأمين في السماء أمين في الأرض " ؟ قلت إنما قال ذلك حين قال له المنافقون اعدل في القسمة ، إكذاباً لهم إذ وصفوه بخلاف ما وصفه به ربه ، وشتان من شهد الله له بالتزكية ، ومن شهد لنفسه أو شهد له من لا يعلم { بَلِ ٱللَّهُ يُزَكّى مَن يَشَاءُ } إعلام بأن تزكية الله هي التي يعتدّ بها . لا تزكية غيره لأنه هو العالم بمن هو أهل للتزكية . ومعنى يزكي من يشاء يزكي المرتضين من عباده الذين عرف منهم الزكاء فوصفهم به { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } أي الذين يزكون أنفسهم يعاقبون على تزكيتهم أنفسهم حق جزائهم . أو من يشاء يثابون على زكائهم ولا ينقص من ثوابهم . ونحوه { فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰ } النجم 32 { كَيفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ } في زعمهم أنهم عند الله أزكياء { وَكَفَى } بزعمهم هذا { إِثْماً مُّبِيناً } من بين سائر آثامهم .