Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 53-55)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وصف اليهود بالبخل والحسد وهما شرّ خصلتين يمنعون ما أوتوا من النعمة ويتمنون أن تكون لهم نعمة غيرهم فقال { أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مّنَ ٱلْمُلْكِ } على أن أم منقطعة ومعنى الهمزة لإنكار أن يكون لهم نصيب من الملك ثم قال { فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ } أي لو كان لهم نصيب من الملك فإذاً لا يؤتون أحداً مقدار نقير لفرط بخلهم والنقير النقرة في ظهر النواة وهو مثل في القلة ، كالفتيل والقطمير . والمراد بالملك إما ملك أهل الدنيا . وإما ملك الله كقوله تعالى { قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ ٱلإِنفَاقِ } الإسراء 100 وهذا أوصف لهم بالشح ، وأحسن لطباقه نظيره من القرآن . ويجوز أن يكون معنى الهمزة في أم لإنكار أنهم قد أوتوا نصيباً من الملك ، وكانوا أصحاب أموال وبساتين وقصور مشيدة كما تكون أحوال الملوك . وأنهم لا يؤتون أحداً مما يملكون شيئاً . وقرأ ابن مسعود « فإذاً لا يؤتوا » ، على إعمال إذا عملها الذي هو النصب ، وهي ملغاة في قراءة العامة ، كأنه قيل فلا يؤتون الناس نقيراً إذاً { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } بل أيحسدون رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على إنكار الحسد واستقباحه . وكانوا يحسدونهم على ما آتاهم الله من النصرة والغلبة وازدياد العزّ والتقدم كل يوم { فَقَدْ ءاتَيْنَا } إلزام لهم بما عرفوه من إيتاء الله الكتاب والحكمة { ءَالَ إِبْرٰهِيمَ } الذين هم أسلاف محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنه ليس ببدع أن يؤتيه الله مثل ما آتى أسلافه . وعن ابن عباس الملك في آل إبراهيم ملك يوسف وداود وسليمان . وقيل استكثروا نساءه فقيل لهم كيف استكثرتم له التسع وقد كان لداود مائة ولسليمان ثلَثمائة مهيرة وسبعمائة سرية ؟ { فَمِنْهُمْ } فمن اليهود { مَنْ ءامَنَ بِهِ } أي بما ذكر من حديث آل إبراهيم { وَمِنْهُمْ مَّن صَدَّ عَنْهُ } وأنكره مع علمه بصحته . أو من اليهود من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من أنكر نبوّته . أو من آل إبراهيم من آمن بإبراهيم ، ومنهم من كفر ، كقوله { فَمِنْهُمْ مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ فَـٰسِقُونَ } الحديد 26 .