Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-77)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ } أي كفوها عن القتال وذلك أن المسلمين كانوا مكفوفين عن مقاتلة الكفار ما داموا بمكة ، وكانوا يتمنون أن يؤذن لهم فيه { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ } بالمدينة كع فريق منهم لا شكاً في الدين ولا رغبة عنه ، ولكن نفوراً من الإخطار بالأرواح وخوفاً من الموت { كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ } من إضافة المصدر إلى المفعول ، فإن قلت ما محل كخشية الله من الإعراب ؟ قلت محله النصب على الحال من الضمير في يخشون أي يخشون الناس مثل أهل خشية الله ، أي مشبهين لأهل خشية الله { أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً } بمعنى أو أشد خشية من أهل خشية الله ، وأشد معطوف على الحال . فإن قلت لم عدلت عن الظاهر وهو كونه صفة للمصدر ولم تقدر يخشون خشية مثل خشية الله ، بمعنى مثل ما يخشى الله ؟ قلت أبى ذلك قوله { أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً } لأنه وما عطف عليه في حكم واحد ، ولو قلت يخشون الناس أشد خشية ؟ لم يكن إلا حال عن ضمير الفريق ولم ينتصب انتصاب المصدر ، لأنك لا تقول خشي فلان أشد خشية ، فتنصب خشية وأنت تريد المصدر ، إنما تقول أشد خشية فتجرّها ، وإذا نصبتها لم يكن أشد خشية إلا عبارة عن الفاعل حالاً منه ، اللَّهم إلا أن تجعل الخشية خاشية وذات خشية ، على قولهم جد جده فتزعم أن معناه يخشون الناس خشية مثل خشية الله ، أو خشية أشد خشية من خشية الله ، ويجوز على هذا أن يكون محل أشد مجروراً عطفاً على خشية الله تريد كخشية الله أو كخشية أشد خشية منها { لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } استزادة في مدة الكف ، واستمهال إلى وقت آخر ، كقوله { لَوْلا أَخَّرْتَنِى إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ } المنافقون 15 . { وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً } ولا تنقصون أدنى شيء من أجوركم على مشاق القتال فلا ترغبوا عنه ، وقرىء « ولا يظلمون » ، بالياء .