Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 7-8)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والأقربون } هم المتوارثون من ذوي القرابات دون غيرهم { مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ } بدل مما ترك بتكرير العامل . و { نَصِيباً مَّفْرُوضاً } نصب على الاختصاص ، بمعنى أعني نصيباً مفروضاً مقطوعاً واجباً لا بدّ لهم من أن يحوزوه ولا يستأثر به . ويجوز أن ينتصب انتصاب المصدر المؤكد كقوله { فَرِيضَةً مّنَ ٱللَّهِ } النساء 11 كأنه قيل قسمة مفروضة . 259 وروي أن أوس بن الصامت الأنصاري ترك امرأته أم كجة وثلاث بنات ، فزوى ابنا عمه سويد وعرفطة أو قتادة وعرفجة ميراثه عنهنّ ، وكان أهل الجاهلية لا يورّثون النساء والأطفال ، ويقولون لا يرث إلا من طاعن بالرماح وذاد عن الحوزة وحاز الغنيمة ، فجاءت أم كجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفضيخ فشكت إليه ، فقال « ارجعي حتى أنظر ما يحدث الله » فنزلت ، فبعث إليهما لا تفرّقا من مال أوس شيئاً فإنّ الله قد جعل لهنّ نصيباً ولم يبين حتى يبين فنزلت { يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ } النساء 11 فأعطى أم كحة الثمن ، والبنات الثلثين ، والباقي ابني العم { وَإِذَا حَضَرَ ٱلْقِسْمَةَ } أي قسمة التركة { أُوْلُواْ ٱلْقُرْبَىٰ } ممن لا يرث { فَٱرْزُقُوهُمْ مّنْهُ } الضمير لما ترك الوالدان والأقربون ، وهو أمر على الندب قال الحسن كان المؤمنون يفعلون ذلك ، إذا اجتمعت الورثة حضرهم هؤلاء فرضخوا لهم بالشيء من رثة المتاع . فحضهم الله على ذلك تأديباً من غير أن يكون فريضة . قالوا ولو كان فريضة لضرب له حدّ ومقدار كما لغيره من الحقوق ، وروى أن عبد الله بن عبد الرحمٰن بن أبي بكر رضي الله عنه قسم ميراث أبيه وعائشة رضي الله عنها حية ؟ فلم يدع في الدار أحداً إلا أعطاه ، وتلا هذه الآية . وقيل هو على الوجوب . وقيل هو منسوخ بآيات الميراث كالوصية . وعن سعيد بن جبير أن ناساً يقولون نسخت ، ووالله ما نسخت ، ولكنها مما تهاونت به الناس . والقول المعروف أن يلطفوا لهم القول ويقولوا خذوا بارك الله عليكم ، ويعتذروا إليهم ، ويستقلوا ما أعطوهم ولا يستكثروه ، ولا يمنوا عليهم . وعن الحسن والنخعي أدركنا الناس وهم يقسمون على القرابات والمساكين واليتامى من العين ، يعنيان الورق والذهب . فإذا قسم الورق والذهب وصارت القسمة إلى الأرضين والرقيق وما أشبه ذلك ، قالوا لهم قولاً معروفاً ، كانوا يقولون لهم بورك فيكم .