Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 13-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يُرِيكُمْ ءايَـٰتِهِ } من الريح والسحاب والرعد والبرق والصواعق ونحوها . والرزق المطر ، لأنه سببه { وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلاَّ مَن يُنِيبُ } وما يتعظ وما يعتبر بآيات الله إلاّ من يتوب من الشرك ويرجع إلى الله ، فإن المعاند لا سبيل إلى تذكره واتعاظه ، ثم قال للمنيبين { فَٱدْعُواْ ٱللَّهَ } أي اعبدوه { مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدّينَ } من الشرك ، وإن غاظ ذلك أعداءكم ممن ليس على دينكم . { رَفِيعُ ٱلدَّرَجَـٰتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِى ٱلرُّوحَ } ثلاثة أخبار ، لقوله « هو » مترتبة على قوله { ٱلَّذِى يُرِيكُمُ } أو أخبار مبتدأ محذوف ، وهي مختلفة تعريفاً وتنكيراً . وقرىء « رفيع الدرجات » بالنصب على المدح . ورفيع الدرجات ، كقوله تعالى { ذِي ٱلْمَعَارِجِ } المعارج 3 وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش ، وهي دليل على عزّته وملكوته . وعن ابن جبير سماء فوق سماء . والعرش فوقهن . ويجوز أن يكون عبارة عن رفعة شأنه وعلوّ سلطانه ، كما أنّ ذا العرش عبارة عن ملكه . وقيل هي درجات ثوابه التي ينزلها أولياءه في الجنة { ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ } الذي هو سبب الحياة من أمره ، يريد الوحي الذي هو أمر بالخير وبعث عليه ، فاستعار له الروح ، كما قال تعالى { أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَـٰهُ } الأنعام 122 { لّيُنذِرَ } الله . أو الملقى عليه وهو الرسول أو الروح . وقرىء « لتنذر » أي لتنذر الروح لأنها تؤنث ، أو على خطاب الرسول . وقرىء « لينذر يوم التلاق » على البناء للمفعول { يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } يوم القيامة ، لأن الخلائق تلتقي فيه . وقيل يلتقي فيه أهل السماء وأهل الأرض . وقيل المعبود والعابد { يَوْمَ هُم بَـٰرِزُونَ } ظاهرون لا يسترهم شيء من جبل أو أكمة أو بناء ، لأنّ الأرض بارزة قاع صفصف ، ولا عليهم ثياب ، إنما هم عراة مكشوفون ، كما جاء في الحديث 980 " تحشرون عراة حفاة غرلاً " { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَىْءٌ } . أي من أعمالهم وأحوالهم . وعن ابن مسعود رضي الله عنه لا يخفى عليه منهم شيء . فإن قلت قوله { لاَ يَخْفَىٰ عَلَى ٱللَّهِ مِنْهُمْ شَىْءٌ } بيان وتقرير لبروزهم ، والله تعالى لا يخفى عليه منهم شيء برزوا أو لم يبرزوا ، فما معناه ؟ قلت معناه أنهم كانوا يتوهمون في الدنيا إذا استتروا بالحيطان والحجب أنّ الله لا يراهم ويخفى عليه أعمالهم ، فهم اليوم صائرون من البروز والانكشاف إلى حال لا يتوهمون فيها مثل ما كانوا يتوهمونه . قال الله تعالى { وَلَـٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ ٱللَّهَ لاَ يَعْلَمُ كَثِيراً مِّمَّا تَعْمَلُونَ } فصلت22 . وقال تعالى { يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ ٱللَّهِ } النساء 108 وذلك لعلمهم أنّ الناس يبصرونهم وظنهم أنّ الله لا يبصرهم ، وهو معنى قوله { وَبَرَزُواْ للَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } إبراهيم 48 ، { لّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوٰحِدِ ٱلْقَهَّارِ } حكاية لما يسئل عنه في ذلك اليوم ولما يجاب به . ومعناه أنه ينادي مناد فيقول لمن الملك اليوم ؟ فيجيبه أهل المحشر لله الواحد القهار . وقيل يجمع الله الخلائق يوم القيامة في صعيد واحد بأرض بيضاء كأنها سبيكة فضة لم يُعْصَ اللهُ فيها قط « فأوّل ما يتكلم به أن ينادي منادٍ لمن الملك اليوم ؟ لله الواحد القهار . اليوم تجزى كل نفس … الآية . فهذا يقتضي أن يكون المنادي هو المجيب .