Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 30-31)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ مِّثْلَ يَوْمِ ٱلاْحْزَابِ } مثل أيامهم ، لأنه لما أضافه إلى الأحزاب وفسرهم بقوم نوح وعاد وثمود ، ولم يلبس أنّ كلّ حزب منهم كان له يوم دمار ، اقتصر على الواحد من الجمع لأنّ المضاف إليه أغنى عن ذلك كقوله @ كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُو تَعِفُّوا @@ وقال الزجاج مثل يوم حزب حزب ، ودأب هؤلاء دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصي ، وكون ذلك دائباً دائماً منهم لا يفترون عنه ، ولا بدَّ من حذف مضاف ، يريد مثل جزاء دأبهم . فإن قلت بم انتصب مثل الثاني ؟ قلت بأنه عطف بيان لمثل الأوّل لأنّ آخر ما تناوله الإضافة قوم نوح ، ولو قلت أهلك الله الأحزاب قوم نوح وعاد وثمود ، لم يكن إلاّ عطف بيان لإضافة قوم إلى أعلام ، فسرى ذلك الحكم إلى أوّل ما تناولته الإضافة { وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لّلْعِبَادِ } يعني أن تدميرهم كان عدلاً وقسطاً ، لأنهم استوجبوه بأعمالهم ، وهو أبلغ من قوله تعالى { وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ } فصلت46 حيث جعل المنفى إرادة الظلم لأنّ من كان عن أرادة الظلم بعيداً ، كان عن الظلم أبعد . وحيث نكر الظلم ، كأنه نفى أن يريد ظلماً ما لعباده . ويجوز أن يكون معناه كمعنى قوله تعالى { وَلاَ يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلْكُفْرَ } الزمر 7 أي لا يريد لهم أن يظلموا يعني أنه دمّرهم لأنهم كانوا ظالمين .