Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 29-29)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ظَـٰهِرِينَ فِى ٱلأَرْضِ } في أرض مصر عالين فيها على بني إسرائيل ، يعني أنّ لكم ملك مصر ، وقد علوتم الناس ، وقهرتموهم ، فلا تفسدوا أمركم على أنفسكم ، ولا تتعرضوا لبأس الله وعذابه ، فإنه لا قبل لكم به إن جاءكم ، ولا يمنعكم منه أحد . وقال { يَنصُرُنَا } و { جاءنا } لأنه منهم في القرابة ، وليعلمهم بأنّ الذي ينصحهم به هو مساهم لهم فيه { مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَىٰ } أي ما أشير عليكم برأي إلاّ بما أرى من قتله ، يعني لا أستصوب إلاّ قتله ، وهذا الذي تقولونه غير صواب { وَمَا أَهْدِيكُمْ } بهذا الرأي { إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } يريد سبيل الصواب والصلاح . أو ما أعلمكم إلا ما أعلم من الصواب ، ولا أدّخر منه شيئاً ، ولا أسرّ عنكم خلاف ما أظهر يعني أنّ لسانه وقلبه متواطئان على ما يقول ، وقد كذب فقد كان مستشعراً للخوف الشديد من جهة موسى ، ولكنه كان يتجلد ، ولولا استشعاره لم يستشر أحداً ولم يقف الأمر على الإشارة . وقرىء « الرشاد » فعال من رشد بالكسر ، كعلام . أو من رشد بالفتح كعباد ، وقيل هو من أرشد كجبار من أجبر ، وليس بذلك لأنّ فعالاً من أفعل لم يجيء إلاّ في عدّة أحرف ، نحو درّاك وسآرا وقصار وحبّار ، ولا يصحّ القياس على القليل . ويجوز أن يكون نسبة إلى الرشد ، كعوّاج وبتات ، غير منظور فيه إلى فعل .