Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 34-35)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هو يوسف بن يعقوب عليهما السلام . وقيل هو يوسف بن إبراهيم بن يوسف بن يعقوب أقام فيهم نبياً عشرين سنة . وقيل إن فرعون موسى هو فرعون يوسف ، عمر إلى زمنه ، وقيل هو فرعون آخر . وبخهم بأن يوسف أتاكم بالمعجزات فشككتم فيها ولم تزالوا شاكين كافرين { حَتَّىٰ إِذَا } قبض { قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً } حكماً من عند أنفسكم من غير برهان وتقدمة عزم منكم على تكذيب الرسل ، فإذا جاءكم رسول جحدتم وكذبتم بناء على حكمكم الباطل الذي أستسموه ، وليس قولهم { لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً } بتصديق لرسالة يوسف ، وكيف وقد شكوا فيها وكفروا بها ، وإنما هو تكذيب لرسالة من بعده مضموم إلى تكذيب رسالته . وقرىء « ألن يبعث الله » على إدخال همزة الاستفهام على حرف النفي ، كأن بعضهم يقرّر بعضاً بنفي البعث . ثم قال { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ } أي مثل هذا الخذلان المبين يخذل الله كل مسرف في عصيانه مرتاب في دينه { ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ } بدل من { مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } فإن قلت كيف جاز إبداله منه وهو جمع وذاك موحد ؟ قلت لأنه لا يريد مسرفاً واحداً ، فكأنه قال كل مسرف . فإن قلت فما فاعل { كَبُرَ } ؟ قلت ضمير من هو مسرف . فإن قلت أما قلت هو جمع ، ولهذا أبدلت منه الذين يجادلون ؟ قلت بلى هو جمع في المعنى . وأما اللفظ فموحد ، فحمل البدل على معناه ، والضمير الراجع إليه على لفظه ، وليس ببدع أن يحمل على اللفظ تارة وعلى المعنى أخرى ، وله نظائر ، ويجوز أن يرفع الذين يجادلون على الابتداء ، ولا بدّ في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في كبر ، تقديره جدال الذين يجادلون كبر مقتاً ، ويحتمل أن يكون { ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ } مبتدأ و { بِغَيْرِ سُلْطَـٰنٍ أَتَـٰهُمْ } خبراً ، وفاعل كبر قوله { وَكَذٰلِكَ } أي كبر مقتاً مثل ذلك الجدال ، و { يَطْبَعُ ٱللَّهُ } كلام مستأنف ، ومن قال كبر مقتاً عند الله جدالهم ، فقد حذف الفاعل والفاعل لا يصحّ حذفه . وفي { كَبُرَ مَقْتاً } ضرب من التعجب والاستعظام لجدالهم ، والشهادة على خروجه من حدِّ إشكاله من الكبائر . وقرىء « سلطان » بضم اللام . وقرىء « قلب » بالتنوين ، ووصف القلب بالتكبر والتجبر ، لأنه مركزهما ومنبعهما ، كما تقول رأت العين ، وسمعت الأذن . ونحوه قوله عزّ وجل { فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } البقرة 283 وإن كان الآثم هو الجملة . ويجوز أن يكون على حذف المضاف ، أي على كل ذي قلب متكبر ، تجعل الصفة لصاحب القلب .