Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 36-37)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قيل الصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد ، اشتقوه من صرح الشيء إذا ظهر ، و { أَسْبَـٰبَ ٱلسَّمَـٰوٰتِ } طرقها وأبوابها وما يؤدي إليها ، وكل ما أداك إلى شيء فهو سبب إليه ، كالرشاء ونحوه ، فإن قلت ما فائدة هذا التكرير ؟ ولو قيل لعلي أبلغ أسباب السمٰوات لأجزأ ؟ قلت إذا أبهم الشيء ثم أوضح كان تفخيماً لشأنه ، فلما أراد تفخيم ما أمل بلوغه من أسباب السمٰوات أبهمها ثم أوضحها ، ولأنه لما كان بلوغها أمراً عجيباً أراد أن يورده على نفس متشوفة إليه ، ليعطيه السامع حقه من التعجب ، فأبهمه ليشوف إليه نفس هامان ، ثم أوضحه . وقرىء « فأطلع » بالنصب على جواب الترجي ، تشبيهاً للترجي بالتمني . ومثل ذلك التزيين وذلك الصدّ { زُيّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } والمزين إما الشيطان بوسوسته ، كقوله تعالى { وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ أَعْمَـٰلَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } النمل 34 أو الله تعالى على وجه التسبيب ، لأنه مكن الشيطان وأمهله . ومثله { زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمَـٰلَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ } النمل 4 . وقرىء « وزين لهم سوء عمله » على البناء للفاعل والفعل لله عزّ وجلّ ، دلّ عليه قوله { إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ } وصدّ ، بفتح الصاد وضمها وكسرها ، على نقل حركة العين إلى الفاء ، كما قيل قيل . والتباب الخسران والهلاك . وصدّ مصدر معطوف على سوء عمله وصدّوا هو وقومه .