Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 41-42)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإن قلت لم كرر نداء قومه ؟ ولم جاء بالواو في النداء الثالث دون الثاني ؟ قلت أما تكرير النداء ففيه زيادة تنبيه لهم وإيقاظ عن سنة الغفلة . وفيه أنهم قومه وعشيرته وهم فيما يوبقهم ، وهو يعلم وجه خلاصهم ، ونصيحتهم عليه واجبة ، فهو يتحزن لهم ويتلطف بهم ، ويستدعي بذلك ، أن لا يتهموه ، فإنّ سرورهم سروره ، وغمهم غمه ، وينزلوا على تنصيحه لهم ، كما كرر إبراهيم عليه السلام في نصيحة أبيه { يا أبت } . وأما المجيء بالواو العاطفة ، فلأن الثاني داخل على كلام وهو بيان للمجمل وتفسير له ، فأعطى الداخل عليه حكمه في امتناع دخول الواو ، وأما الثالث فداخل على كلام ليس بتلك المثابة . يقال دعاه إلى كذا ودعاه له ، كما تقول هداه إلى الطريق وهداه له { مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ } أي بربوبيته ، والمراد بنفي العلم نفي المعلوم ، كأنه قال وأشرك به ما ليس بإلـٰه ، وما ليس بإلـٰه كيف يصحّ أن يعلم إلـٰهاً .