Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 43-44)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ جَرَمَ } سياقه على مذهب البصريين أن يجعل لا ردّاً لما دعاه إليه قومه . وجرم فعل بمعنى حق ، وأنّ مع ما في حيزه فاعله ، أي حق ووجب بطلان دعوته . أو بمعنى كسب ، من قوله تعالى { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنئَانُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ } المائدة 2 أي كسب ذلك الدعاء إليه بطلان دعوته ، على معنى أنه ما حصل من ذلك إلاّ ظهور بطلان دعوته . ويجوز أن يقال أن لا جرم ، نظير لا بدّ ، فعل من ا لجرم ، وهو القطع ، كما أن بدّاً فعل من التبديد وهو التفريق ، فكما أن معنى لا بد أنك تفعل كذا ، بمعنى لا بعد لك من فعله ، فكذلك لا جرم أن لهم النار ، أي لا قطع لذلك ، بمعنى أنهم أبداً يستحقون النار لا انقطاع لاستحقاقهم ولا قطع ، لبطلان دعوة الأصنام ، أي لا تزال باطلة لا ينقطع ذلك فينقلب حقاً . وروي عن العرب لا جرم أنه يفعل بضم الجيم وسكون الراء ، بزنة بد ، وفعل وفعل أخوان . كرشد ورشد ، وعدم وعدم { لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ } معناه أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة إلى نفسه قط ، أي من حق المعبود بالحق أن يدعو العباد إلى طاعته ، ثم يدعو العباد إليها إظهاراً لدعوة ربهم وما تدعون إليه وإلى عبادته ، لا يدعو هو إلى ذلك ولا يدّعي الربوبية ، ولو كان حيواناً ناطقاً لضجّ من دعائكم . وقوله { فِى ٱلدُّنْيَا وَلاَ فِى ٱلاْخِرَةِ } يعني أنه في الدنيا جماد لا يستطيع شيئاً من دعاء غيره ، وفي الآخرة إذا أنشأه الله حيواناً ، تبرأ من الدعاة إليه ومن عبدته . وقيل معناه ليس له استجابة دعوة تنفع في الدنيا ولا في الآخرة . أو دعوة مستجابة ، جعلت الدعوة التي لا استجابة لها ولا منفعة فيها كلا دعوة . أو سميت الاستجابة باسم الدعوة ، كما سمى الفعل المجازي عليه باسم الجزاء في قولهم كما تدين تدان . قال الله تعالى { لَهُ دَعْوَةُ ٱلْحَقّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَىْء } الرعد 14 . { ٱلْمُسْرِفِينَ } عن قتادة المشركين . وعن مجاهد السفاكين للدماء بغير حلها . وقيل الذين غلب شرهم خيرهم هم المسرفون . وقرىء « فستذكرون » . أي فسيذكر بعضكم بعضاً { وَأُفَوِّضُ أَمْرِى إِلَى ٱللَّهِ } لأنهم توعدوه .