Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 4-4)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
سجل على المجادلين في آيات الله بالكفر والمراد الجدال بالباطل ، من الطعن فيها ، والقصد إلى إدحاض الحق وإطفاء نور الله ، وقد دلَّ على ذلك في قوله { وَجَـٰدَلُوا بِٱلْبَـٰطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ } فأما الجدال فيها لإيضاح ملتبسها وحلّ مشكلها ، ومقادحة أهل العلم في استنباط معانيها ورد أهل الزيغ بها وعنها ، فأعظم جهاد في سبيل الله ، وقوله صلى الله عليه وسلم 977 " إنّ جدالاً في القرآن كفر " وإيراده منكراً ، وإن لم يقل إنّ الجدال ، تمييز منه بين جدال وجدال . فإن قلت من أين تسبب لقوله { فَلاَ يَغْرُرْكَ } ما قبله ؟ قلت من حيث إنهم لما كانوا مشهوداً عليهم من قبل الله بالكفر ، والكافر لا أحد أشقى منه عند الله وجب على من تحقق ذلك أن لا ترجح أحوالهم في عينه ، ولا يغره إقبالهم في دنياهم وتقلبهم في البلاد بالتجارات النافقة والمكاسب المربحة ، وكانت قريش كذلك يتقلبون في بلاد الشام واليمن ، ولهم الأموال يتجرون فيها ويتربحون ، فإنّ مصير ذلك وعاقبته إلى الزوال ، ووراءه شقاوة الأبد . ثم ضرب لتكذيبهم وعداوتهم للرسل وجدالهم بالباطل وما ادّخر لهم من سوء العاقبة مثلاً ما كان من نحو ذلك من الأمم ، وما أخذهم به من عقابه وأحله بساحتهم من انتقامه . وقرىء « فلا يغرّك » .