Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 69-76)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ بِٱلْكِتَـٰبِ } بالقرآن { وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } من الكتب . فإن قلت وهل قوله { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ إِذِ ٱلاْغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ } إلى مثل قولك سوف أصوم أمس ؟ قلت المعنى على إذا إلا أن الأمور المستقبلة لما كانت في أخبار الله تعالى متيقنة مقطوعاً بها عبر عنها بلفظ ما كان ووجد ، والمعنى على الاستقبال . وعن ابن عباس والسلاسل يسحبون بالنصب وفتح الياء ، على عطف الجملة الفعلية على الإسمية . وعنه والسلاسل يسحبون بجر السلاسل . ووجهه أنه لو قيل إذْ أعناقهم في الأغلال مكان قوله { إِذِ ٱلاْغْلَـٰلُ فِى أَعْنَـٰقِهِمْ } لكان صحيحاً مستقيماً ، فلما كانتا عبارتين معتقبتين حمل قوله { وٱلسَّلَـٰسِلُ } على العبارة الأخرى . ونظيره @ مَشَائِيمُ لَيْسُوا مُصْلِحِينَ عَشِيرَةً وَلاَ نَاعِبٍ إلاَّ بِبَيْنٍ غُرَابُهَا @@ كأنه قيل بمصلحين . وقرىء « وبالسلاسل يسحبون » { فِى ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } من سجر التنور إذا ملأه بالوقود . ومنه السجير ، كأنه سجر بالحب ، أي ملىء . ومعناه أنهم في النار فهي محيطة بهم ، وهم مسجورون بالنار مملوؤة بها أجوافهم . ومنه قوله تعالى { نَارُ ٱللَّهِ ٱلْمُوقَدَةُ ٱلَّتِى تَطَّلِعُ عَلَى ٱلاْفْئِدَةِ } الهمزة 7 اللهم أجرنا من نارك فإنا عائذون بجوارك { ضَـلُّواْ عَنَّا } غابوا عن عيوننا ، فلا نراهم ولا ننتفع بهم . فإن قلت أما ذكرت في تفسير قوله تعالى { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } الأنبياء 98 أنهم مقرونون بآلهتهم ، فكيف يكونون معهم وقد ضلوا عنهم ؟ قلت يجوز أن يضلوا عنهم إذا وبخوا وقيل لهم إينما كنتم تشركون من دون الله فيغيثوكم ويشفعوا لكم ، وأن يكونوا معهم في سائر الأوقات ، وأن يكونوا معهم في جميع أوقاتهم إلا أنهم لما لم ينفعوهم فكأنهم ضالون عنهم { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } أي تبين لنا أنهم لم يكونوا شيئاً ، وما كنا نعبد بعبادتهم شيئاً كما تقول حسبت أنّ فلاناً شيء فإذا هو ليس بشيء إذا خبرته فلم تر عنده خيراً { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَـٰفِرِينَ } مثل ضلال آلهتهم عنهم يضلهم عن آلهتهم . ، حتى لو طلبوا الآلهة أو طلبتهم الآلهة لم يتصادفوا { ذلكم } الإضلال بسبب ما كنا لكم من الفرح والمرح { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } وهو الشرك وعبادة الأوثان { ٱدْخُلُواْ أَبْوٰبَ جَهَنَّمَ } السبعة المقسومة لكم . قال الله تعالى { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْء مَّقْسُومٌ } الحجر 44 . { خَـٰلِدِينَ } مقدّرين الخلود { فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبّرِينَ } عن الحق المستخفين به مثواكم أو جهنم . فإن قلت أليس قياس النظم أن يقال فبئس مدخل المتكبرين ، كما تقول زر بيت الله فنعم المزار ، وصل في المسجد الحرام فنعم المصلى ؟ قلت الدخول المؤقت بالخلود في معنى الثواء .