Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 19-21)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قرىء « يحشر » على البناء للمفعول . ونحشر بالنون وضم الشين وكسرها ، ويحشر على البناء للفاعل ، أيّ يحشر الله عزّ وجلّ { أَعْدَاء ٱللَّهِ } الكفار من الأوّلين والآخرين { يُوزَعُونَ } أي يحبس أوّلهم على آخرهم ، أي يستوقف سوابقهم حتى يلحق بهم تواليهم ، وهي عبارة عن كثرة أهل النار ، نسأل الله أن يجيرنا منها بسعة رحمته فإن قلت ما في قوله { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَاءوهَا } ما هي ؟ قلت مزيدة للتأكيد ، ومعنى التأكيد فيها أنّ وقت مجيئهم النار لا محالة أن يكون وقت الشهادة عليهم ، ولا وجه لأن يخلو منها . ومثله قوله تعالى { أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ ءامَنْتُمْ بِهِ } يونس 51 أي لا بدّ لوقت وقوعه من أن يكون وقت إيمانهم به شهادة الجلود بالملامسة للحرام ، وما أشبه ذلك مما يفضي إليها من المحرّمات . فإن قلت كيف تشهد عليهم أعضاؤهم وكيف تنطق ؟ قلت الله عزّ وجلّ ينطقها كما أنطق الشجرة بأن يخلق فيها كلاماً . وقيل المراد بالجلود الجوارح . وقيل هي كناية عن الفروج ، أراد بكل شيء كل شيء ، من الحيوان ، كما أراد به في قوله تعالى { وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلّ شَيْء قَدِيرٌ } البقرة 284 كل شيء من المقدورات ، والمعنى أن نطقنا ليس بعجب من قدرة الله الذي قدر على إنطاق كل حيوان ، وعلى خلقكم وإنشائكم أوّل مرّة ، وعلى إعادتكم ورجعكم إلى جزائه - وإنما قالوا لهم { لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا } لما تعاظمهم من شهادتها وكبر عليهم من الافتضاح على ألسنة جوارحهم .