Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 30-32)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ثُمَّ } لتراخي الاستقامة عن الإقرار في المرتبة . وفضلها عليه لأنّ الاستقامة لها الشأن كله . ونحوه قوله تعالى { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } الحجرات 15 والمعنى ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته . وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً . وعنه أنه تلاها ثم قال ما تقولون فيها ؟ قالوا لم يذنبوا . قال حملتم الأمر على أشدّه . قالوا فما تقول ؟ قال لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان . وعن عمر رضي الله عنه استقاموا على الطريقة لم يروغوا روغان الثعالب . وعن عثمان رضي الله عنه أخلصوا العمل . وعن علي رضي الله عنه أدّوا الفرائض . وقال سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه 986 قلت يا رسول الله ، أخبرني بأمر أعتصم به . قال " قل ربّي الله ، ثم استقم " قال فقلت ما أخوف ما تخاف عليّ ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه فقال « هذا » { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰۤـئِكَةُ } عند الموت بالبشرى . وقيل البشرى في ثلاثة مواطن عند الموت ، وفي القبر ، وإذا قاموا من قبورهم { أَلاَّ تَخَافُواْ } أن بمعنى أي . أو مخففة من الثقيلة . وأصله بأنه لا تخافوا ، والهاء ضمير الشأن . وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه لا تخافوا ، أي يقولون لا تخافوا والخوف غمّ يلحق لتوقع المكروه ، والحزن غم يلحق لوقوعه من فوات نافع أو حصول ضارّ . والمعنى أنّ الله كتب لكم الأمن من كل غمّ ، فلن تذوقوه أبداً . وقيل لا تخافوا ما تقدمون عليه ، ولا تحزنوا على ما خلفتم . كما أنّ الشياطين قرناء العصاة وإخوانهم ، فكذلك الملائكة أولياء المتقين وأحباؤهم في الدارين { تَدْعُونَآ } تتمنون والنزل رزق التنزيل وهو الضيف ، وانتصابه على الحال .