Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 49-50)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مِن دُعَاءِ ٱلْخَيْرِ } من طلب السعة في المال والنعمة . وقرأ ابن مسعود من دعاء بالخير { وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ } أي الضيقة والفقر { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } بولغ فيه من طريقين من طريق بناء فعول ، ومن طريق التكرير والقنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر ، أي يقطع الرجاء من فضل الله وروحه ، وهذه صفة الكافر بدليل قوله تعالى { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْكَافِرُونَ } يوسف 87 وإذا فرجنا عنه بصحة بعد مرض أو سعة بعد ضيق قال { هَـٰذَا لِى } أي هذا حق وصل إلي لأني استوجبته بما عندي من خير وفضل وأعمال برّ . أو هذا لي لا يزول عني ، ونحوه قوله تعالى { فَإِذَا جَاءتْهُمُ ٱلْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـٰذِهِ } الأعراف 131 ونحوه قوله تعالى { وَمَا أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } { إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } الجاثية 32 يريد وما أظنها تكون ، فإن كانت على طريق التوهم { أَنَّ لِى } عند الله الحالة الحسنى من الكرامة والنعمة ، قائساً أمر الآخرة على أمر الدنيا . وعن بعضهم للكافر أمنيتان ، يقول في الدنيا ولئن رجعت إلى ربي إنّ لي عنده للحسنى . ويقول في الآخرة يا ليتني كنت تراباً . وقيل نزلت في الوليد بن المغيرة . فلنخبرنهم بحقيقة ما عملوا من الأعمال الموجبة للعذاب . ولنبصرنهم عكس ما اعتقدوا فيها أنهم يستوجبون عليها كرامة وقربة عند الله { وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً } الفرقان 23 وذلك أنهم كانوا ينفقون أموالهم رئاء الناس وطلباً للافتخار والاستكبار لا غير ، وكانوا يحسبون أنّ ما هم عليه سبب الغنى والصحة ، وأنهم محقوقون بذلك .