Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 51-51)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا أيضاً ضرب آخر من طغيان الإنسان إذا أصابه الله بنعمة أبطرته النعمة ، وكأنه لم يلق بؤساً قط فنسى المنعم وأعرض عن شكرة { وَنَئَا بِجَانِبِهِ } أي ذهب بنفسه وتكبر وتعظم . وإن مسه الضرّ والفقر أقبل على دوام الدعاء وأخذ في الابتهال والتضرع . وقد استعير العرض لكثرة الدعاء ودوامه وهو من صفة الأجرام ويستعار له الطويل أيضاً كما استعير الغلظ بشدّة العذاب . وقرىء « ونأى بجانبه » بإمالة الألف وكسر النون للإتباع . وناء على القلب ، كما قالوا راء في رأي . فإن قلت حقق لي معنى قوله تعالى { وَنَئَا بِجَانِبِهِ } قلت فيه وجهان أن يوضع جانبه موضع نفسه كما ذكرنا في قوله تعالى { عَلَىٰ مَا فَرَّطَتُ فِى جَنبِ ٱللَّهِ } الزمر 56 أن مكان الشيء وجهته ينزل منزلة الشيء نفسه ، ومنه قوله @ … وَنَفَيْتُ عَنْه مَقَامَ الذِّئْبِ … @@ يريد ونفيت عنه الذئب . ومنه { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } الرحمٰن46 . ومنه قول الكتاب حضرة فلان ومجلسه ، وكتبت إلى جهته وإلى جانبه العزيز ، يريدون نفسه وذاته ، فكأنه قال ونأى بنفسه ، كقولهم في المتكبر ذهب بنفسه ، وذهبت به الخيلاء كل مذهب ، وعصفت به الخيلاء وأن يراد بجانبه عطفه ، ويكون عبارة عن الانحراف والازورار كما قالوا ثنى عطفه ، وتولى بركنه .