Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 6-7)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

فإن قلت من أين كان قوله { إِنَّمَا أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَىَّ } جواباً لقولهم { قُلُوبُنَا فِى أَكِنَّةٍ } ؟ قلت من حيث إنه قال لهم إني لست بملك ، وإنما أنا بشر مثلكم ، وقد أوحي إليَّ دونكم فصحت - بالوحي إليّ وأنا بشر - نبوّتي ، وإذا صحت نبوّتي وجب عليكم اتباعي ، وفيما يوحى إليَّ أن إلـٰهكم إلـٰه واحد { فَٱسْتَقِيمُواْ إِلَيْهِ } فاستووا إليه بالتوحيد وإخلاص العبادة غير ذاهبين يميناً وشمالاً ، ولا ملتفتين إلى ما يسوّل لكم الشيطان من اتخاذ الأولياء والشفعاء ، وتوبوا إليه مما سبق لكم من الشرك { وَٱسْتَغْفِرُوهُ } . وقرىء « قال إنما أنا بشر » . فإن قلت لم خصّ من بين أوصاف المشركين منع الزكاة مقروناً بالكفر بالآخرة ، قلت لأن أحبّ شيء إلى الإنسان ماله وهو شقيق روحه ، فإذا بذله في سبيل الله فذلك أقوى دليل على ثباته واستقامته وصدق نيته ونصوع طويته . ألا ترى إلى قوله عزّ وجلّ { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوٰلَهُمُ ٱبْتِغَاء مَرْضَاتِ ٱللَّهِ وَتَثْبِيتًا مّنْ أَنفُسِهِمْ } البقرة 265 أي يثبتون أنفسهم ويدلون على ثباتها بإنفاق الأموال ، وما خدع المؤلفة قلوبهم إلا بلمظة من الدنيا فقرّت عصبيتهم ولانت شكيمتهم وأهل الردّة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تظاهروا إلاّ بمنع الزكاة ، فنصبت لهم الحرب ، وجوهدوا . وفيه بعث للمؤمنين على أداء الزكاة ، وتخويف شديد من منعها ، حيث جعل المنع من أوصاف المشركين ، وقرن بالكفر بالآخرة . وقيل كانت قريش يطعمون الحاج ، ويحرمون من آمن منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم . وقيل لا يفعلون ما يكونون به أزكياء ، وهو الإيمان .