Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 5-5)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والأكنة جمع كنان . وهو الغطاء و « الوقر » بالفتح - الثقل . وقرىء بالكسر . وهذه تمثيلات لنبوّ قلوبهم عن تقبل الحق واعتقاده ، كأنها في غلف وأغطية تمنع من نفوذه فيها ، كقوله تعالى { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ } البقرة 88 ومج أسماعهم له كأن بها صمماً عنه ، ولتباعد المذهبين والدينين كأن بينهم وما هم عليه ، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وما هو عليه حجاباً ساتراً وحاجزاً منيعاً من جبل أو نحوه ، فلا تلاقي ولا ترائي { فَٱعْمَلْ } على دينك { إِنَّنَا عَـٰمِلُونَ } على ديننا ، أو فاعمل في إبطال أمرنا ، إننا عاملون في إبطال أمرك . وقرىء « إنا عاملون » فإن قلت هل لزيادة من في قوله { وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ } فائدة ؟ قلت نعم ، لأنه لو قيل وبيننا وبينك حجاب لكان المعنى أن حجاباً حاصل وسط الجهتين ، وأما بزيادة من فالمعنى أن حجاباً ابتدأ منا وابتدأ منك ، فالمسافة المتوسطة لجهتنا وجهتك مستوعبة بالحجاب لا فراغ فيها . فإن قلت هلا قيل على قلوبنا أكنة ، كما قيل وفي آذاننا وقر ليكون الكلام على نمط واحد ؟ قلت هو على نمط واحد لأنه لا فرق في المعنى بين قولك قلوبنا في أكنة . وعلى قلوبنا أكنة . والدليل عليه قوله تعالى { إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً } ولو قيل إنا جعلنا قلوبهم في أكنة لم يختلف المعنى ، وترى المطابيع منهم لا يراعون الطباق والملاحظة إلاّ في المعاني .