Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 24-24)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَمْ } منقطعة . ومعنى الهمزة فيه التوبيخ ، كأنه قيل أيتمالكون أن ينسبوا مثله إلى الافتراء ، ثم إلى الافتراء على الله الذي هو أعظم الفرى وأفحشها { فَإِن يَشَإِ ٱللَّهُ يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ } فإن يشأ الله يجعلك من المختوم على قلوبهم ، حتى تفتري عليه الكذب فإنه لا يجترىء على افتراء الكذب على الله إلا من كان في مثل حالهم ، وهذا الأسلوب مؤدّاه استبعاد الافتراء من مثله ، وأنه في البعد مثل الشرك بالله والدخول في جملة المختوم على قلوبهم . ومثال هذا أن يخوّن بعض الأمناء فيقول لعل الله خذلني ، لعل الله أعمى قلبي ، وهو لا يريد إثبات الخذلان وعمى القلب . وإنما يريد استبعاد أن يخوّن مثله ، والتنبيه على أنه ركب من تخوينه أمر عظيم ، ثم قال ومن عادة الله أن يمحو الباطل ويثبت الحق { بِكَلِمَـٰتِهِ } بوحيه أو بقضائه كقوله تعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقّ عَلَى ٱلْبَـٰطِلِ فَيَدْمَغُهُ } الأنبياء 18 يعني لو كان مفترياً كما تزعمون لكشف الله افتراءه ومحقه وقذف بالحق على باطله فدمغه . ويجوز أن يكون عدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يمحو الباطل الذي هم عليه من البهت والتكذيب ، يثبت الحق الذي أنت عليه بالقرآن وبقضائه الذي لا مردّ له من نصرتك عليهم ، إنّ الله عليم بما في صدرك وصدورهم ، فيجري الأمر على حسب ذلك . وعن قتادة { يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ } ينسك القرآن ويقطع عنك الوحي ، يعني لو افترى على الله الكذب لفعل به ذلك ، وقيل { يَخْتِمْ عَلَىٰ قَلْبِكَ } يربط عليه بالصبر ، حتى لا يشق عليك أذاهم . فإن قلت إن كان قوله { وَيَمْحُ ٱللَّهُ ٱلْبَـٰطِلَ } كلاماً مبتدأ غير معطوف على يختم ، فما بال الواو ساقطة في الخط ؟ قلت كما سقطت في قوله تعالى { وَيَدْعُ ٱلإِنْسَـٰنُ بِٱلشَّرّ } الإسراء 11 وقوله تعالى { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَةَ } العلق 18 على أنها مثبتة على في بعض المصاحف .