Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-4)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أقسم بالكتاب المبين وهو القرآن وجعل قوله { إِنَّا جَعَلْنَـٰهُ قُرْءاناً عَرَبِيّاً } جواباً للقسم وهو من الأيمان الحسنة البديعة ، لتناسب القسم والمقسم عليه ، وكونهما من واد واحد . ونظيره قول أبي تمام @ وَثَنَايَاكِ إِنَّهَا إِغْرِيضُ @@ ٱلْمُبِينِ البين للذين أنزل عليهم لأنه بلغتهم وأساليهم . وقيل الواضح للمتدبرين . وقيل المبين الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة ، وأبان ما تحتاج إليه الأمة في أبواب الديانة { جَعَلْنَـٰهُ } بمعنى صيرناه معدّى إلى مفعولين . أو بمعنى خلقناه معدّى إلى واحد ، كقوله تعالى { وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَ } الأنعام 1 . و { قُرْءَاناً عَرَبِيّاً } حال . ولعل مستعار لمعنى الإرادة لتلاحظ معناها ومعنى الترجي ، أي خلقناه عربياً غير عجمي إرادة أن تعقله العرب ، ولئلا يقولوا لولا فصلت آياته ، وقرىء « أمّ الكتاب » بالكسر وهو اللوح ، كقوله تعالى { بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } البروج 21 - 22 سمي بأم الكتاب لأنه الأصل الذي أثبتت فيه الكتب منه تنقل وتنتسخ . على رفيع الشأن في الكتب لكونه معجزاً من بينها { حَكِيمٌ } ذو حكمة بالغة ، أي منزلته عندنا منزلة كتاب هما صفتاه ، وهو مثبت في أم الكتاب هكذا .