Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 5-5)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذّكْرَ صَفْحاً } يعني أفننحي عنكم الذكر ونذوده عنكم على سبيل المجاز ، من قولهم ضرب الغرائب عن الحوض . ومنه قول الحجاج ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل . وقال طرفة @ اضْرِبَ عَنْكَ الْهُمُومَ طَارِفَهَا ضَرْبَكَ بِالسَّيْفِ قَوْنَسَ الْفَرَسِ @@ والفاء للعطف على محذوف ، تقديره أنهملكم فنضرب عنكم الذكر ، إنكاراً لأن يكون الأمر على خلاف ما قدّم على إنزاله الكتاب . وخلقه قرآناً عربياً ليعقلوه ويعملوا بمواجبه . وصفحاً على وجهين . إما مصدر من صفح عنه إذا أعرض ، منتصب على أنه مفعول له ، على معنى أفنعزل عنكم إنزال القرآن وإلزام الحجة به إعراضاً عنكم . وإمّا بمعنى الجانب من قولهم نظر إليه بصفح وجهه وصفح وجهه ، على معنى أفننحيه عنكم جانباً ، فينتصب على الظرف كما تقول ضعه جانباً ، وامش جانباً . وتعضده قراءة من قرأ « صفحاً » بالضم . وفي هذه القراءة وجه آخر وهو أن يكون تخفيف صفح جمع صفوح ، وينتصب على الحال ، أي صافحين معرضين { إِن كُنتُمْ } أي لأن كنتم . وقرىء « أَن كنتم » وإذ كنتم . فإن قلت كيف استقام معنى إن الشرطية ، وقد كانوا مسرفين على البتّ ؟ قلت هو من الشرط الذي ذكرت أنه يصدر عن المدل بصحة الأمر ، المتحقق لثبوته ، كما يقول الأجير إن كنت عملت لك فوفني حقي ، وهو عالم بذلك ولكنه يخيل في كلامه أن تفريطك في الخروج عن الحق فعل من له شك في الاستحقاق ، مع وضوحه استجهالاً له .