Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 33-35)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لِبُيُوتِهِمْ } بدل اشتمال من قوله { لِمَن يَكْفُرُ } ويجوز أن يكونا بمنزلة اللامين في قولك وهبت له ثوباً لقميصه . وقرىء « سقفاً » بفتح السين وسكون القاف . وبضمها وسكون القاف وبضمها جمع سقف ، كرهن ورهن ورهن . وعن الفراء جمع سقيفة وسقفاً بفتحتين ، كأنه لغة في سقف وسقوفاً ، ومعارج ومعاريج . والمعارج جمع معرج ، أو اسم جمع لمعراج وهي المصاعد إلى العلالي { عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } أي على المعارج ، يظهرون السطوح يعلونها ، فما اسطاعوا أن يظهروه . وسرراً ، بفتح الراء لاستثقال الضمتين مع حرفي التضعيف { لَمَّا مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ } اللام هي الفارقة بين إن المحففة والنافية . وقرىء بكسر اللام ، أي للذي هو متاع الحياة ، كقوله تعالى { مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً } البقرة 26 ولما بالتشديد بمعنى إلا ، وإن نافية . وقرىء « إلا » وقرىء وما كل ذلك إلا . لما قال { خَيْرٌ مّمَّا يَجْمَعُونَ } الزخرف 32 فقلل أمر الدنيا وصغرها أردفه ما يقرّر قلة الدنيا عنده من قوله { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وٰحِدَةً } أي ولولا كراهة أن يجتمعوا على الكفر ويطبقوا عليه ، لجعلنا لحقارة زهرة الحياة الدنيا عندنا للكفار سقوفاً ومصاعد وأبواباً وسرراً كلها من فضة وزخرف ، وجعلنا لهم زخرفاً ، أي زينة من كل شيء . والزخرف الزينة والذهب . ويجوز أن يكون الأصل سقفاً من فضة وزخرف ، يعني بعضها من فضة وبعضها من ذهب ، فنصب عطفاً على محل { مِن فِضَّةٍ } وفي معناه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم 1003 " لو وزنت الدنيا عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء " فإن قلت فحين لم يوسع على الكافرين للفتنة التي كان يؤدّي إليها التوسعة عليهم من إطباق الناس على الكفر لحبهم الدنيا وتهالكهم عليها ، فهلا وسع على المسلمين ليطبق الناس على الإسلام ؟ قلت التوسعة عليهم مفسدة أيضاً لما تؤدى إليه من الدخول في الإسلام لأجل الدنيا ، والدخول في الدين لأجل الدنيا من دين المنافقين ، فكانت الحكمة فيما دبر حيث جعل في الفريقين أغنياء وفقراء ، وغلب الفقر على الغنى .