Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 66-73)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَن تَأْتِيَهُم } بدل من الساعة . والمعنى هل ينظرون إلا إتيان الساعة . فإن قلت أما أدى قوله { بَغْتَةً } مؤدّى قوله { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } فيستغني عنه ؟ قلت لا ، لأنّ معنى قوله تعالى { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } وهم غافلون لاشتغالهم بأمور دنياهم ، كقوله تعالى { تَأُخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصّمُونَ } يسۤ 49 ويجوز أن تأتيهم بغتة وهم فطنون { يَوْمَئِذٍ } منصوب بعدوّ ، أي تنقطع في ذلك اليوم كل خلة بين المتخالين في غير ذات الله ، وتنقلب عداوة ومقتا ، إلا خلة المتصادقين في الله ، فإنها الخلة الباقية المزدادة قوّة إذا رأوا ثواب التحاب في الله تعالى والتباغض في الله . وقيل { إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } إلا المجتنبين أخلاء السوء . وقيل نزلت في أبيّ بن خلف ، وعقبه بن أبي معيط { يَٰعِبَادِ } حكاية لما ينادى به المتقون المتحابون في الله يومئذٍ ، و { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ } منصوب المحل صفة لعبادي ، لأنه منادى مضاف ، أي الذين صدّقوا { بِـئَايَـٰتِنَا وكَانُواْ مُسْلِمِينَ } مخلصين وجوههم لنا ، جاعلين أنفسهم سالمة لطاعتنا . وقيل إذا بعث الله الناس فزع كل أحد ، فينادي مناد ، يا عبادي فيرجوها الناس كلهم ، ثم يتبعها الذين آمنوا فييأس الناس منها غير المسلمين . وقرىء « يا عباد » { تُحْبَرُونَ } تسرون سروراً يظهر حباره - أي أثره - على وجوهكم ، كقوله تعالى { تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ } المطففين 24 وقال الزجاج تكرمون إكراماً يبالغ فيه . والحبرة المبالغة فيما وصف بجميل . والكوب الكوز لا عروة له { وَفِيهَا } الضمير للجنة . وقرىء « تشتهي » وتشتهيه . وهذا حصر لأنواع النعم ، لأنها إما مشتهاة في القلوب ، وإما مستلذة في العيون . { وَتِلْكَ } إشارة إلى الجنة المذكورة . وهي مبتدأ ، و { ٱلْجَنَّةُ } خبر . و { ٱلَّتِى أُورِثْتُمُوهَا } صفة الجنة . أو الجنة صفة للمبتدأ الذي هو اسم الإشارة . والتي أورثتموها خبر المبتدأ . أو التي أورثتموها صفة ، و { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } الخبر ، والباء تتعلق بمحذوف كما في الظروف التي تقع أخبار . وفي الوجه الأول تتعلق بأورثتموها . وشبهت في بقائها على أهلها بالميراث الباقي على الورثة . وقرىء « ورّثتموها » { مِّنْهَا تَأْكُلُونَ } من للتبعيض ، أي لا تأكلون إلا بعضها ، وأعقابها باقية في شجرها ، فهي مزينة بالثمار أبداً موقرة بها ، لا ترى شجرة عريانة من ثمرها كما في الدنيا . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1007 " لا ينزع رجل في الجنة من ثمرها إلا نبت مكانها مثلاها " .