Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 74-78)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } لا يخفف ولا ينقص ، من قولهم فترت عنه الحمى إذا سكنت عنه قليلاً ونقص حرّها . والمبلس اليائس الساكت سكوت يأس من فرج . وعن الضحاك يجعل المجرم في تابوت في نار ثم يردم عليه فيبقى فيه خالداً لا يرى ولا يرى { هُمُ } فصل عند البصريين ، عماد عند الكوفيين . وقرىء « وهم فيها » أي في النار وقرأ علي وابن مسعود رضي الله عنهما « با مال » بحذف الكاف للترخيم ، كقول القائل @ وَالْحَقُّ يَا مَالِ غَيْرَ مَا تَصِفُ @@ وقيل لابن عباس إن ابن مسعود قرأ « ونادوا يا مال » فقال ما أشغل أهل النار عن الترخيم وعن بعضهم حسن الترخيم أنهم يقتطعون بعض الاسم لضعفهم وعظم ما هم فيه . وقرأ أبو السّرار الغنوي « يا مال » بالرفع كما يقال يا حار { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } من قضى عليه إذا أماته { فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ } القصص 15 والمعنى سل ربك أن يقضي علينا . فإن قلت كيف قال { وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ } بعد ما وصفهم بالإبلاس ؟ قلت تلك أزمنة متطاولة وأحقاب ممتدة ، فتختلف بهم الأحوال فيسكتون أوقاتاً لغلبة اليأس عليهم ، وعلمهم أنه لا فرج لهم ، ويغوّثون أوقاتاً لشدّة ما بهم { مَّـٰكِثُونَ } لابثون . وفيه استهزاء . والمراد خالدون . عن ابن عباس رضي الله عنهما إنما يجيبهم بعد ألف سنة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1008 " يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب ، فيقولون ادعوا مالكاً ، فيدعون يا مالك ليقض علينا ربك " { لَقَدْ جِئْنَـٰكُم بِٱلْحَقِّ } كلام الله عز وجل بدليل قراءة من قرأ « لقد جئتكم » ويجب أن يكون في قال ضمير الله عز وجل . لما سألوا مالكاً أن يسأل الله تعالى القضاء عليهم أجابهم الله بذلك { كَـٰرِهُونَ } لا تقبلونه وتنفرون منه وتشمئزون منه لأنّ مع الباطل الدعة ، ومع الحق التعب .