Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 35-36)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَـٰۤؤُلاَءِ } إشارة إلى كفار قريش ، فإن قلت كان الكلام واقعاً في الحياة الثانية لا في الموت ، فهلا قيل إن هي إلا حياتنا الأولى وما نحن بمنشرين ؟ كما قيل { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } الأنعام29 ؟ وما معنى قوله { إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلاْوْلَىٰ } ؟ وما معنى ذكر الأولى ؟ كأنهم وعدوا موتة أخرى حتى نفوها وجحدوها وأثبتوا الأولى ؟ قلت معناه ـــ والله الموفق للصواب - أنه قيل لهم إنكم تموتون موتة تتعقبها حياة ، كما تقدّمتكم موتة قد تعقبتها حياة ، وذلك قوله عزّ وجل { وَكُنتُمْ أَمْوٰتًا فَأَحْيَـٰكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } البقرة 28 فقالوا إن هي إلا موتتنا الأولى يريدون ما الموتة التي من شأنها أن يتعقبها حياة إلا الموتة الأولى دون الموتة الثانية ، وما هذه الصفة التي تصفون بها الموتة من تعقب الحياة لها إلا للموتة الأولى خاصة ، فلا فرق إذاً بين هذا وبين قوله { إِنْ هِىَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } في المعنى . يقال أنشر الله الموتى ونشرهم إذا بعثهم { فَأْتُواْ بِئَابَآئِنَآ } هذا خطاب للذين كانوا يعدونهم النشور من رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، أي إن صدقتم فيما تقولون فعجلوا لنا إحياء من مات من آبائنا بسؤالكم ربكم ذلك حتى يكون دليلاً على أنّ ما تعدونه من قيام الساعة وبعث الموتى حق ، وقيل كانوا يطلبون إليهم أن يدعوا الله فينشر لهم قصيّ بن كلاب ليشاوروه ، فإنه كان كبيرهم ومشاورهم في النوازل ومعاظم الشؤون .