Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 1-6)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ حمۤ } إن جعلتها اسماً مبتدأ مخبراً عنه بـــ { تَنزِيلُ ٱلْكِتَـٰبِ } لم يكن بدّمن حذف مضاف ، تقديره تنزيل حم تنزيل الكتاب . و { مِنَ ٱللَّهِ } صلة للتنزيل ، وإن جعلتها تعديداً للحروف كان تنزيل الكتاب مبتدأ ، والظرف خبراً { إِنَّ فِىٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ } يجوزأن يكون على ظاهره ، وأن يكون المعنى إنّ في خلق السمٰوات لقوله { وَفِى خَلْقِكُمْ } فإن قلت علام عطف { وَمَا يَبُثُّ } أعلى الخلق المضاف ؟ أم على الضمير المضاف إليه ؟ قلت بل على المضاف ، لأنّ المضاف إليه ضمير متصل مجرور يقبح العطف عليه ، استقبحوا أن يقال مررت بك وزيد ، وهذا أبوك وعمرو ، وكذلك إن أكدوه كرهوا أن يقولوا مررت بك أنت وزيد . قرىء « آيات لقوم يوقنون » بالنصب والرفع ، على قولك إنّ زيداً في الدار وعمراً في السوق . أو عمرو في السوق . وأمّا قوله آيات لقوم يعقلون فمن العطف على عاملين ، سواء نصبت أو رفعت ، فالعاملان إذا نصبت هما إن ، وفي ، أقيمت الواو مقامهما ، فعملت الجر في واختلاف الليل والنهار ، والنصب في { ءايَـٰتُ } . وإذا رفعت فالعاملان الابتداء وفي عملت الرفع في { لأَيٰتٍ } ، والجر في { وَٱخْتِلَـٰفِ } وقرأ ابن مسعود « وفي اختلاف الليل والنهار » فإن قلت العطف على عاملين على مذهب الأخفش سديد لا مقال فيه . وقد أباه سيبويه ، فما وجه تخريج الآية عنده ؟ قلت فيه وجهان عنده . أحدهما أن يكون على إضمار في . والذي حسنه تقدّم ذكره في الآيتين قبلها . ويعضده قراءة ابن مسعود . والثاني أن ينتصب آيات على الاختصاص بعد انقضاء المجرور معطوفاً على ما قبله أو على التكرير ، ورفعها بإضمار هي وقرىء « واختلاف الليل والنهار » بالرفع . وقرىء « آية » وكذلك وما يبث من دابة آية . وقرىء « وتصريف الريح » والمعنى إنّ المنصفين من العباد إذا نظروا في السمٰوات والأرض النظر الصحيح ، علموا أنها مصنوعة ، وأنه لا بدّ لها من صانع ، فآمنوا بالله وأقرّوا ، فإذا نظروا في خلق أنفسهم وتنقلها من حال إلى حال وهيئة إلى هيئة ، وفي خلق ما على ظهر الأرض من صنوف الحيوان ازدادوا إيماناً ، وأيقنوا وانتفى عنهم اللبس فإذا نظروا في سائر الحوادث التي تتجدّد في كل وقت كاختلاف الليل والنهار ونزول الأمطار وحياة الأرض بها بعد موتها . { وَتَصْرِيفِ ٱلرّيَاحِ } جنوباً وشمالاً وقبولاً ودبوراً عقلوا واستحكم علمهم وخلص يقينهم ، وسُمّيَ المطر رزقاً لأنه سبب الرزق { تِلْكَ } إشارة إلى الآيات المتقدّمة ، أي تلك الآيات آيات الله . و { نَتْلُوهَا } في محل الحال ، أي متلوة { عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ } والعامل ما دل عليه تلك من معنى الإشارة . ونحوه { هَـٰذَا بَعْلِي شَيْخاً } هود72 وقرىء « يتلوها » بالياء { بَعْدَ ٱللَّهِ وَءايَـٰتِهِ } أي بعد آيات الله كقولهم أعجبني زيد وكرمه ، يريدون أعجبني كرم زيد . ويجوز أن يراد بعد حديث الله ، وهو كتابه وقرآنه ، كقوله تعالى { ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ } الزمر 23 . وقرىء { يُؤْمِنُونَ } بالتاء والياء .