Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 17-18)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلَّذِى قَالَ لِوٰلِدَيْهِ } مبتدأ خبره أولئك الذين حق عليهم القول . والمراد بالذي قال الجنس القائل ذلك القول ، ولذلك وقع الخبر مجموعاً . وعن الحسن هو في الكافر العاق لوالديه المكذب بالبعث . وعن قتادة هو نعت عبد سوء عاق لوالديه فاجر لربه . وقيل نزلت في عبد الرحمٰن بن أبي بكر قبل إسلامه وقد دعاه أبوه أبو بكر وأمّه أمّ رومان إلى الإسلام ، فأفف بهما وقال ابعثوا لي جدعان بن عمرو وعثمان بن عمرو ، وهما من أجداده حتى أسألهما عما يقول محمد ، ويشهد لبطلانه أن المراد بالذي قال جنس القائلين ذلك ، وأنّ قوله الذين حق عليهم القول هم أصحاب النار ، وعبد الرحمٰن كان من أفاضل المسلمين وسرواتهم . وعن عائشة رضي الله عنها إنكار نزولها فيه ، وحين كتب معاوية إلى مروان بأن يبايع الناس ليزيد قال عبد الرحمٰن 1028 لقد جئتم بها هرقلية ، أتبايعون لأبنائكم ؟ فقال مروان يا أيها الناس ، هو الذي قال الله فيه { وَٱلَّذِى قَالَ لِوٰلِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَآ } فسمعت عائشة فغضبت وقالت والله ما هو به ، ولو شئت أن أسميه لسميته ولكن الله لعن أباك وأنت في صلبه ، فأنت فضـض من لعنة الله . وقرىء « أف » بالكسر والفتح بغير تنوين ، وبالحركات الثلاث مع التنوين ، وهو صوت إذا صوت به الإنسان علم أنه متضجر ، كما إذا قال حس ، علم منه أنه متوجع ، واللام للبيان ، معناه هذا التأفيف لكما خاصة ، ولأجلكما دون غيركما . وقرىء « أتعدانني » بنونين . وأتعداني بأحدهما . وأتعداني بالإدغام . وقد قرأ بعضهم أتعدانني بفتح النون ، كأنه استثقل اجتماع النونين والكسرتين والياء ، ففتح الأولى تحرياً للتخفيف ، كما تحراه من أدغم ومن أطرح أحدهما { أَنْ أُخْرَجَ } أن أُبعث وأخرج من الأرض . وقرىء « أخرج » { وَقَدْ خَلَتِ ٱلْقُرُونُ مِن قَبْلِى } يعني ولم يبعث منهم أحد { يَسْتَغِيثَانِ ٱللَّهَ } يقولان الغياث بالله منك ومن قولك ، وهو استعظام لقوله { وَيْلَكَ } دعاء عليه بالثبور والمراد به الحث والتحريض على الإيمان لا حقيقة الهلاك { فِى أُمَمٍ } نحو قوله { فِى أَصْحَـٰبِ ٱلْجَنَّةِ } الأحقاف 16 وقرىء « أن » بالفتح ، على معنى آمن بأن وعد الله حق .