Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 15-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قرىء « حسناً » بضم الحاء وسكون السين . وبضمهما ، وبفتحهما . وإحساناً ، وكرهاً ، بالفتح والضم ، وهما لغتان في معنى المشقة ، كالفقر والفقر . وانتصابه على الحال أي ذات كره . أو على أنه صفة للمصدر ، أي حملاً ذا كُرهٍ { وَحَمْلُهُ وَفِصَـٰلُهُ } ومدّة حمله وفصاله { ثَلََٰثُونَ شَهْراً } وهذا دليل على أن أقل الحمل ستة أشهر لأن مدّة الرضاع إذا كانت حولين لقوله عز وجل { حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ } البقرة 233 بقيت للحمل ستة أشهر . وقرىء « وفصله » والفصل والفصال كالفطم والفطام . بناء ومعنى . فإن قلت المراد بيان مدّة الرضاع لا الفطام ، فكيف عبر عنه بالفصال ؟ قلت لما كان الرضاع يليه الفصال ويلابسه لأنه ينتهي به ويتم سمى فصالاً ، كما سمي المدّة بالأمد من قال @ كُلُّ حَيٍّ مُسْتَكْمِلٌ مُدَّةَ الْعُمْـــ ـــرِ وَمُودٍ إِذَا ٱنْتَهَى أَمَدُهْ @@ وفيه فائدة وهي الدلالة على الرضاع التام المنتهى بالفصال ووقته . وقرىء « حتى إذا استوى وبلغ أشدّه » وبلوغ الأشد أن يكتهل ويستوفي السنّ التي تستحكم فيها قوّته وعقله وتمييزه ، وذلك إذا أناف على الثلاثين وناطح الأربعين . وعن قتادة ثلاث وثلاثون سنة ، ووجهه أن يكون ذلك أوّل الأشد ، وغايته الأربعين . وقيل لم يبعث نبيّ قط إلا بعد أربعين سنة . والمراد بالنعمة التي استوزع الشكر عليها نعمة التوحيد والإسلام ، وجمع بين شكري النعمة عليه وعلى والديه لأن النعمة عليهما نعمة عليه . وقيل في العمل المرضي هو الصلوات الخمس . فإن قلت ما معنى في في قوله { وَأَصْلِحْ لِى فِى ذُرّيَّتِىٱ } ؟ قلت معناه أن يجعل ذريّته موقعاً للصلاح ومظنة له كأنه قال هب لي الصلاح في ذرّيتي وأوقعه فيهم ونحوه @ يَجْرَحُ فِي عَرَاقِيبِهَا نَصْلِي @@ { مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } من المخلصين . وقرىء « يتقبل » ويتجاوز ، بفتح الياء ، والضمير فيهما لله عز وجل . وقرئا بالنون . فإن قلت ما معنى قوله { فِى أَصْحَـٰبِ ٱلْجَنَّةِ } ؟ قلت هو نحو قولك أكرمني الأمير في ناس من أصحابه ، تريد أكرمني في جملة من أكرم منهم ، ونظمني في عدادهم ، ومحله النصب على الحال ، على معنى كائنين في أصحاب الجنة ومعدودين فيهم { وَعْدَ ٱلصِّدْقِ } مصدر مؤكد لأن قوله يتقبل ، ويتجاوز وعد من الله لهم بالتقبل والتجاوز . وقيل نزلت في أبي بكر رضي الله عنه وفي أبيه أبي قحافة وأمّه أم الخير وفي أولاده ، واستجابة دعائه فيهم . وقيل لم يكن أحد من الصحابة من المهاجرين منهم والأنصار أسلم هو وولداه وبنوه وبناته غير أبي بكر رضي الله عنه .