Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 26-26)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِن } نافية ، أي فيما ما مكناكم فيه ، إلا أنّ { إِن } أحسن في اللفظ لما فيه مجامعة ما مثلها من التكرير المستبشع . ومثله مجتنب ، ألا ترى أن الأصل في « مهما » ماما فلبشاعة التكرير قلبوا الألف هاء . ولقد أغث أبو الطيب في قوله @ لَعَمْرُكَ مامَا بَانَ مِنْكَ لِضَارِبِ @@ وما ضره لو اقتدى بعذوبة لفظ التنزيل فقال لعمرك ما إن بان منك لضارب وقد جعلت إنْ صلة ، مثلها فيما أنشده الأخفش @ يُرَجّى الْمَرْءُ مَا إنْ لاَ يَرَاهُ وَتَعْرِضُ دُونَ أَدْنَاهُ الْخُطُوبُ @@ وتؤوّل بإنا مكناهم في مثل ما مكناكم فيه ، والوجه هو الأوّل ، ولقد جاء عليه غير آية في القرآن { هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثاً وَرِءْياً } ، مريم 74 { كَانُواْ أَكْـثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَءاثَاراً } غافر 82 وهو أبلغ في التوبيخ ، وأدخل في الحث على الاعتبار { مِّن شَىْءٍ } أي من شيء من الإغناء ، وهو القليل منه . فإن قلت بم انتصب { إِذْ كَانُواْ يَجْحَدُونَ } ؟ قلت بقوله تعالى { فَمَا أَغْنَىٰ } . فإن قلت لم جرى مجرى التعليل ؟ قلت لاستواء مؤدى التعليل والظرف في قولك ضريته لإساءته وضربته إذا أساء لأنك إذا ضربته في وقت إساءته فإنما ضربته فيه لوجود إساءته فيه إلا أن « إذ » ، وحيث ، غلبتا دون سائر الظروف في ذلك » .