Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 5-5)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَنْ أَضَلُّ } معنى الاستفهام فيه إنكار أن يكون في الضلال كلهم أبلغ ضلالاً من عبدة الأصنام ، حيث يتركون دعاء السميع المجيب القادر عل تحصيل كلّ بغية ومرام ، ويدعون من دونه جماداً لا يستجيب لهم ولا قدرة به على استجابة أحد منهم ما دامت الدنيا وإلى أن تقوم القيامة ، وإذا قامت القيامة وحشر الناس كانوا لهم أعداء ، وكانوا عليهم ضداً ، فليسوا في الدارين إلا على نكد ومضرّة ، لا تتولاهم في الدنيا بالاستجابة وفي الآخرة تعاديهم وتجحد عبادتهم . وإنما قيل { مَن } وهم لأنه أسند إليهم ما يسند إلى أولى العلم من الاستجابة والغفلة ، ولأنهم كانوا يصفونهم بالتمييز جهلاً وغباوة . ويجوز أن يريد كل معبود من دون الله من الجن والإنس والأوثان ، فغلب غير الأوثان عليها . قرى « ما لا يستجيب » وقرىء « يدعو غير الله من لا يستجيب » ووصفهم بترك الاستجابة والغفلة طريقه طريق التهكم بها وبعبدتها . ونحوه قوله تعالى { إِن تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُواْ دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُواْ مَا ٱسْتَجَابُواْ لَكُمْ وَيَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِـكُمْ } فاطر 14 .