Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 1-2)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَصُدُّواْ } وأعرضوا وامتنعوا عن الدخول في الإسلام أو صدّوا غيرهم عنه . قال ابن عباس رضي الله عنه هم المطعمون يوم بدر . وعن مقاتل كانوا اثني عشر رجلاً من أهل الشرك يصدّون الناس عن الإسلام ويأمرونهم بالكفر . وقيل هم أهل الكتاب الذين كفروا وصدّوا من أراد منهم ومن غيرهم أن يدخل في الإسلام . وقيل هو عامّ في كل من كفر وصدّ { أَضَلَّ أَعْمَـٰلَهُمْ } أبطلها وأحبطها . وحقيقته جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يتقبلها ويثيب عليها ، كالضالة من الإبل التي هي بمضيعة لا ربَّ لها يحفظها ويعتني بأمرها . أو جعلها ضالة في كفرهم معاصيهم ومغلوبة بها ، كما يضل الماء في اللبن . وأعمالهم ما عملوه في كفرهم بما كانوا يسمونه مكارم من صلة الأرحام وفك الأسارىٰ وقرى الأضياف وحفظ الجوار . وقيل أبطل ما عملوه من الكيد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والصدّ عن سبيل الله بأن نصره عليهم وأظهر دينه على الدين كله . { وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } قال مقاتل هم ناس من قريش . وقيل من الأنصار . وقيل هم مؤمنوا أهل الكتاب . وقيل هو عام . وقوله { وَءامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ } اختصاص للإيمان بالمنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين ما يجب به الإيمان تعظيماً لشأنه وتعليماً ، لأنه لا يصح الإيمان ولا يتم إلا به . وأكد ذلك بالجملة الاعتراضية التي هي قوله { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبّهِمْ } وقيل معناها إنّ دين محمد هو الحق ، إذ لا يرد عليه النسخ ، وهو ناسخ لغيره . وقرىء « نزل وأنزل » ، على البناء للمفعول . ونزّل على البناء للفاعل ، ونزل بالتخفيف { كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيّئَـاتِهِمْ } ستر بإيمانهم وعملهم الصالح ما كان منهم من الكفر والمعاصي لرجوعهم عنها وتوبتهم { وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ } أي حالهم وشأنهم بالتوفيق في أمور الدين ، وبالتسليط على الدنيا بما أعطاهم من النصرة والتأييد .