Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 47, Ayat: 20-21)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
كانوا يدعون الحرص على الجهاد ويتمنونه بألسنتهم ويقولون { لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ } في معنى الجهاد { فَإِذآ أُنزِلَتْ } وأمروا فيها بما تمنوا وحرصوا عليه كاعوا وشق عليهم ، وسقطوا في أيديهم ، كقوله تعالى { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ } النساء 77 . { مُّحْكَمَةٌ } مبينة غير متشابهة لا تحتمل وجهاً إلا وجوب القتال . وعن قتادة كل سورة فيها ذكر القتال فهي محكمة ، وهي أشدّ القرآن على المنافقين . وقيل لها « محكمة » لأنّ النسخ لا يرد عليها من قبل أنّ القتال قد نسخ ما كان من الصفح والمهادنة ، وهو غير منسوخ إلى يوم القيامة . وقيل هي المحدثة لأنها حين يحدث نزولها لا يتناولها النسخ ، ثم تنسخ بعد ذلك أو تبقى غير منسوخة . وفي قراءة عبد الله « سورة محدثة » وقرىء « فإذا نزلت سورة و ذَكَرَ فيها القتالُ » على البناء للفاعل ونصب القتال { ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } هم الذين كانوا على حرف غير ثابتي الأقدام { نَظَرَ ٱلْمَغْشِىّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } أي تشخص أبصارهم جبناً وهلعاً وغيظاً ، كما ينظر من أصابته الغشية عند الموت { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } وعيد بمعنى فويل لهم . وهو أفعل من الولي وهو القرب . ومعناه الدعاء عليهم بأن يليهم المكروه { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } كلام مستأنف ، أي طاعة وقول معروف خير لهم . وقيل هي حكاية قولهم ، أي قالواطاعةٌ وقول وقول معروف ، بمعنى أمرنا طاعة وقول معروف . وتشهد له قراءة أبيّ يقولون طاعة وقول معروف { فَإِذَا عَزَمَ ٱلاْمْرُ } أي جدّ . والعزم والجد لأصحاب الأمر . وإنما يسندان إلى الأمر إسناداً مجازياً . ومنه قوله تعالى { إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلاْمُور } الشورى 43 . { فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ } فيما زعموا من الحرص على الجهاد . أو فلو صدقوا في إيمانهم وواطأت قلوبهم فيه ألسنتهم .