Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 47, Ayat: 22-23)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

عسيت وعسيتم لغة أهل الحجاز . وأما بنو تميم فيقولون عسى أن تفعل ، وعسى أن تفعلوا ، ولا يلحقون الضمائر ، وقرأ نافع بكسر السين وهو غريب ، وقد نقل الكلام من الغيبة إلى الخطاب على طريقة الالتفات ليكون أبلغ في التوكيد . فإن قلت ما معنى { فَهَلْ عَسَيْتُمْ … أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ } ؟ قلت معناه هل يتوقع منكم الإفساد ؟ فإن قلت فكيف يصح هذا في كلام الله عز وعلا وهو عالم بما كان وبما يكون ؟ قلت معناه إنكم ـــ لما عهد منكم ـــ أحقاء بأن يقول لكم كل من ذاقكم وعرف تمريضكم ورخاوة عقدكم في الإيمان يا هؤلاء ، ما ترون ؟ هل يتوقع منكم إن توليتم أمور الناس وتأمرتم عليهم لما تبين منكم من الشواهد ولاح من المخايل { أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطِّعُواْ أَرْحَامَكُمْ } تناحرا على الملك وتهالكا على الدنيا ؟ وقيل إن أعرضتم وتوليتم عن دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته أن ترجعوا إلى ما كنتم عليه في الجاهلية من الإفساد في الأرض بالتغاور والتناهب ، وقطع الأرحام بمقاتلة بعض الأقارب بعضاً ووأد البنات ؟ وقرىء « وليتم » . وفي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه « تُوِلِّتُم » أي إن تولاكم ولاة غشمة خرجتم معهم ومشيتم تحت لوائهم وأفسدتم بإفسادهم ؟ وقرىء « وتَقْطَعُوا » « وتقطعوا » من التقطيع والتقطع { أَوْلَـٰۤئِكَ } إشارة إلى المذكورين { لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ } لإفسادهم وقطعهم الأرحام ، فمنعهم ألطافه وخذلهم ، حتى صموا عن استماع الموعظة ، وعموا عن إبصار طريق الهدى . ويجوز أن يريد بالذين آمنوا المؤمنين الخلص الثابتين ، وأنهم يتشوفون إلى الوحي إذا أبطأ عليهم ، فإذا أنزلت سورة في معنى الجهاد رأيت المنافقين فيما بينهم يضجرون منها .