Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 14-16)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَخَذْنَا مِيثَـٰقَهُمْ } أخذنا من النصارى ميثاق من ذكر قبلهم من قوم موسى ، أي مثل ميثاقهم بالإيمان بالله والرسل وبأفعال الخير ، وأخذنا من النصارى ميثاق أنفسهم بذلك . فإن قلت فهلا قيل من النصارى ؟ قلت لأنهم إنما سموا أنفسهم بذلك ادعاء لنصرة الله ، وهم الذين قالوا لعيسى نحن أنصار الله ، ثم اختلفوا بعد نسطورية ، ويعقوبية ، وملكانية . أنصاراً للشيطان { فَأَغْرَيْنَا } فألصقنا وألزمنا من غري بالشيء إذا لزمه ولصق به وأغراه غيره . ومنه الغراء الذي يلصق به { بَيْنَهُمْ } بين فرق النصارى المختلفين . وقيل بينهم وبين اليهود . ونحوه { وَكَذٰلِكَ نُوَلّى بَعْضَ ٱلظَّـٰلِمِينَ بَعْضاً } الأنعام 129 ، { أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ } الأنعام 69 . { يٰ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ } خطاب لليهود والنصارى { مّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ } من نحو صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن نحو الرجم { وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ } مما تخفونه لا يبينه إذا لم تضطر إليه مصلحة دينية ، ولم يكن فيه فائدة إلا اقتضاء حكم وصفته مما لا بدّ من بيانه ، وكذلك الرجم وما فيه إحياء شريعة وإماتة بدعة . وعن الحسن ويعفو عن كثير منكم لا يؤاخذه { قَدْ جَاءكُمْ مّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَـٰبٌ مُّبِينٌ } يريد القرآن ، لكشفه ظلمات الشرك والشك ، لإبانته ما كان خافياً عن الناس من الحق . أو لأنّه ظاهر الإعجاز { مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ } من آمن به { سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ } طرق السلامة والنجاة من عذاب الله أو سبل الله .