Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 1-1)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقال وفى بالعهد وأوفى به ومنه { وَٱلْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ } البقرة 177 . والعقد العهد الموثق ، شبه بعقد الحبل ونحوه ، قال الحطيئة @ قَوْمٌ إذَا عَقَدُوا عَقْداً لِجَارِهِم شَدُّوا الْعِنَاجَ وَشَدُّوا فَوْقَهُ الْكَرَبَا @@ وهي عقود الله التي عقدها على عباده وألزمها إياهم من مواجب التكليف . وقيل هي ما يعقدون بينهم من عقود الأمانات ويتحالفون عليه ويتماسحون من المبايعات ونحوها . والظاهر أنها عقود الله عليهم في دينه من تحليل حلاله وتحريم حرامه وأنه كلام قدم مجملاً ثم عقب بالتفصيل وهو قوله { أُحِلَّتْ لَكُمْ } وما بعده . البهيمة كلّ ذات أربع في البرّ والبحر ، وإضافتها إلى الأنعام للبيان ، وهي الإضافة التي بمعنى من كخاتم فضة . ومعناه البهيمة من الأنعام { إِلاَّ مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ } إلا محرّم ما يتلى عليكم من القرآن ، من نحو قوله { حُرّمَتْ عَلَيْكُمُ ٱلْمَيْتَةُ } ، أوإلا ما يتلى عليكم آية تحريمه . والأنعام الأزواج الثمانية . وقيل بهمية الأنعام الظباء وبقر الوحش ونحوها كأنهم أرادوا ما يماثل الأنعام ويدانيها من جنس البهائم في الاجترار وعدم الأنياب ، فأضيفت إلى الأنعام لملابسة الشبه { غَيْرَ مُحِلّى ٱلصَّيْدِ } نصب على الحال من الضمير في لكم أي أحلت لكم هذه الأشياء لا محلين الصيد . وعن الأخفش أن انتصابه عن قوله { أَوْفُواْ بِٱلْعُقُودِ } وقوله { وَأَنتُمْ حُرُمٌ } حال عن محلي الصيد ، كأنه قيل أحللنا لكم بعض الأنعام في حال امتناعكم من الصيد وأنتم محرمون ، لئلا نحرج عليكم { إِنَّ ٱللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ } من الأحكام ، ويعلم أنه حكمة ومصلحة . والحرم جمع حرام وهو المحرم .