Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 2-2)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الشعائر جمع شعيرة وهي اسم ما اشعر ، أي جعل شعاراً وعلماً للنسك ، من مواقف الحج ومرامي الجمار ، والمطاف ، والمسعى ، والأفعال التي هي علامات الحج يعرف بها من الإحرام ، والطواف ، والسعي ، والحلق ، والنحر . والشهر الحرام شهر الحج . والهدي ما أهدي إلى البيت وتقرب به إلى الله من النسائك . وهو جمع هدية ، كما يقال جدي في جمع جدية السرج والقلائد جمع قلادة ، وهي ما قلد به الهدي من نعل أو عروة مزادة ، أو لحاء شجر ، أوغيره . وآمّو المسجد الحرام قاصدوه ، وهم الحجاج والعمار . وإحلال هذه الأشياء أن يتهاون بحرمة الشعائر وأن يحال بينها وبين المتنسكين بها ، وأن يحدثوا في أشهر الحج ما يصدّون به الناس عن الحج ، وأن يتعرض للهدي بالغضب أو بالمنع من بلوغ محله . وأما القلائد ففيها وجهان ، أحدهما أن يراد بها ذوات القلائد من الهدي وهي البدن ، وتعطف على الهدي للاختصاص وزيادة التوصية بها لأنهاأشرف الهدي ، كقوله { وَجِبْرِيلَ وَمِيكَـٰلَ } البقرة98 كأنه قيل والقلائد منها خصوصاً . والثاني أن ينهي عن التعرض لقلائد الهدي مبالغة في النهي عن التعرض للهدي ، على معنى ولا تحلوا قلائدها فضلاً أن تحلوها ، كما قال { وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ } النور 31 فنهي عن إبداء الزينة مبالغة في النهي عن إبداء مواقعها { وَلآ ءَآمِّينَ } ولا تحلوا قوماً قاصدين المسجد الحرام { يَبْتَغُونَ فَضْلاً مّن رَّبّهِمْ } وهو الثواب { وَرِضْوَاناً } وأن يرضى عنهم ، أي لا تتعرضوا لقوم هذه صفتهم ، تعظيماً لهم واستنكاراً أن يتعرض لمثلهم . قيل هي محكمة . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 333 " المائدة من آخر القرآن نزولاً ، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها " وقال الحسن ليس فيها منسوخ . وعن أبي ميسرة فيها ثماني عشرة فريضة وليس فيها منسوخ . وقيل هي منسوخة . وعن ابن عباس كان المسلمون والمشركون يحجون جميعاً ، فنهى الله المسلمين أن يمنعوا أحداً عن حج البيت بقوله { لاَ تُحِلُّواْ } ثم نزل بعد ذلك { إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ } التوبة 28 ، { مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَاجِدَ الله } التوبة 17 وقال مجاهد والشعبي { لاَ تُحِلُّواْ } نسخ بقوله { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ } النساء 89 . وفسر ابتغاء الفضل بالتجارة ، وابتغاء الرضوان بأنّ المشركين كانوا يظنون في أنفسهم أنهم على سداد من دينهم ، وأنّ الحج يقربهم إلى الله ، فوصفهم الله بظنهم . وقرأ عبد الله « ولا أمي البيت الحرام » ، على الإضافة . وقرأ حميد بن قيس والأعرج « تبتغون » ، بالتاء على خطاب المؤمنين { فَٱصْطَـٰدُواْ } إباحة للاصطياد بعد حظره عليهم ، كأنه قيل وإذا حللتم فلا جناح عليكم أن تصطادوا . وقرىء بكسر الفاء . وقيل هو بدل من كسر الهمزة عند الابتداء . وقرىء « وإذا أحللتم » ، يقال حلّ المحرم وأحلّ . جرم يجري مجرى كسب في تعديه إلى مفعول واحد واثنين . تقول جرم ذنباً ، نحو كسبه . وجرمته ذنباً ، نحو كسبته إياه . ويقال أجرمته ذنباً ، على نقل المتعدي إلى مفعول بالهمزة إلى مفعولين ، كقولهم أكسبته ذنباً . وعليه قراءة عبد الله « ولا يجرمنكم » بضم الياء ، وأوّل المفعولين على القراءتين ضمير المخاطبين ، والثاني { أَن تَعْتَدُواْ } . و { أَن صَدُّوكُمْ } بفتح الهمزة ، متعلق بالشنآن بمعنى العلة ، والشنآن شدة البغض . وقرىء بسكون النون . والمعنى ولا يكسبنكم بغض قوم لأن صدّوكم الاعتداء ، ولا يحملنكم عليه . وقرىء « إن صدّوكم » ، على إن الشرطية . وفي قراءة عبد الله « إن يصدوكم » . ومعنى صدّهم إياهم عن المسجد الحرام منع أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين يوم الحديبية عن العمرة ، ومعنى الاعتداء الانتقام منهم بإلحاق مكروه بهم { وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ } على العفو والإغضاء { ولا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ } على الانتقام والتشفي . ويجوز أن يراد العموم لكل برّ وتقوى وكلّ إثم وعدوان ، فيتناول بعمومه العفو والانتصار .