Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 65-66)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ } مع ما عددنا من سيآتهم { ءامَنُواْ } برسول الله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به . وقرنوا إيمانهم بالتقوى التي هي الشريطة في الفوز بالإيمان { لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ } تلك السيئات ولم نؤاخذهم بها { ولأَدْخَلْنَـٰهُمْ } مع المسلمين الجنة . وفيه إعلام بعظهم معاصي اليهود والنصارى وكثرة سيآتهم ، ودلالة على سعة رحمة الله تعالى وفتحه باب التوبة على كل عاص وإن عظمت معاصيه وبلغت مبالغ سيئات اليهود والنصارى ، وأن الإيمان لا ينجي ولا يسعد إلا مشفوعاً بالتقوى ، كما قال الحسن هذا العمود فأين الإطناب { وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإنجِيلَ } أقاموا أحكامهما وحدودهما وما فيهما من نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم { وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ } من سائر كتب الله ، لأنهم مكلفون الإيمان بجميعها ، فكأنها أنزلت إليهم وقيل هو القرآن . لوسع الله عليهم الرزق وكانوا قد قحطوا . وقوله { لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم } عبارة عن التوسعة . وفيه ثلاث أوجه أن يفيض عليهم بركات السماء وبركات الأرض وأن يكثر الأشجار المثمرة والزروع المغلة أن يرزقهم الجنان اليانعة الثمار يجتنون ما تهدل منها من رؤوس الشجر ، ويلتقطون ما تساقط على الأرض من تحت أرجلهم { مّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ } طائفة حالها أمم في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل هي الطائفة المؤمنة عبد الله بن سلام وأصحابه وثمانية وأربعون من النصارى ، و { سَاء مَا يَعْمَلُونَ } فيه معنى التعجب ، كأنه قيل وكثير منهم ما أسوأ عملهم ، وقيل هم كعب بن الأشرف وأصحابه والروم .