Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 90-91)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أكد تحريم الخمر والميسر وجوهاً من التأكيد منها تصدير الجملة بإنما ، ومنها أنه قرنهما بعبادة الأصنام ، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام 365 " شارب الخمر كعابد الوثن " ومنها أنه جعلهما رجساً ، كما قال تعالى { فَٱجْتَنِبُواْ ٱلرّجْسَ مِنَ ٱلأَوْثَـٰنِ } الحج 30 ومنها أنه جعلهما من عمل الشيطان ، والشيطان لا يأتي منه إلا الشر البحت ، ومنها أنه أمر بالاجتناب . ومنها أنه جعل الاجتناب من الفلاح ، وإذا كان الاجتناب فلاحاً ، كان الارتكاب خيبة ومحقة . ومنها أنه ذكر ما ينتج منهما من الوبال ، وهو وقوع التعادي والتباغض من أصحاب الخمر والقمر ، وما يؤدّيان إليه من الصدّ عن ذكر الله ، وعن مراعاة أوقات الصلاة . وقوله { فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } من أبلغ ما ينهى عنه ، كأنه قيل قد تلي عليكم ما فيهما من أنواع الصوارف والموانع ، فهل أنتم مع هذه الصوارف منتهون . أم أنتم على ما كنتم عليه ، كأن لم توعظوا ولم تزجروا ؟ فإن قلت إلام يرجع الضمير في قوله { فَٱجْتَنِبُوهُ } ؟ قلت إلى المضاف المحذوف ، كأنه قيل إنما شأن الخمر والميسر أو تعاطيهما أو ما أشبه ذلك . ولذلك قال { رِجْسٌ مّنْ عَمَلِ ٱلشَّيْطَـٰنِ } فإن قلت لم جمع الخمر والميسر مع الأنصاب والأزلام أولاً ثم أفردهما آخراً ؟ قلت لأن الخطاب مع المؤمنين . وإنما نهاهم عما كانوا يتعاطونه من شرب الخمر واللعب بالميسر ، وذكر الأنصاب والأزلام لتأكيد تحريم الخمر والميسر ، وإظهار أنّ ذلك جميعاً من أعمال الجاهلية وأهل الشرك ، فوجب اجتنابه بأسره ، وكأنه لا مباينة بين من عبد صنماً وأشرك بالله في علم الغيب ، وبين من شرب خمراً أو قامر ، ثم أفردهما بالذكر ليرى أن المقصود بالذكر الخمر والميسر . وقوله { وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِ } اختصاص للصلاة من بين الذكر كأنه قيل وعن الصلاة خصوصاً .