Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 31-35)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ غَيْرَ بَعِيدٍ } نصب على الظرف ، أي مكاناً غير بعيد . أو على الحال ، وتذكيره لأنه على زنة المصدر ، كالزئير والصليل والمصادر يستوي في الوصف بها المذكر والمؤنث . أو على حذف الموصوف ، أي شيئاً غير بعيد ، ومعناه التوكيد ، كما تقول هو قريب غير بعيد ، وعزيز غير ذليل . وقرىء { تُوعَدُونَ } بالتاء والياء ، وهي جملة اعتراضية . و { لِكُلّ أَوَّابٍ } بدل من قوله للمتقين ، بتكرير الجارّ كقوله تعالى { لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ ءامَنَ مِنْهُمْ } الأعراف 75 ، وهذا إشارة إلى الثواب . أو إلى مصدر أزلفت . والأوّاب الرجاع إلى ذكر الله تعالى ، والحفيظ الحافظ لحدوده تعالى . و { مَّنْ خَشِىَ } بدل بعد بدل تابع لكل . ويجوز أن يكون بدلاً عن موصوف أوّاب وحفيظ ، ولا يجوز أن يكون في حكم أوّاب وحفيظ لأنّ من لا يوصف به ولا يوصف من بين الموصولات إلا بالذي وحده . ويجوز أن يكون مبتدأ خبره يقال لهم ادخلوها بسلام ، لأنّ { مَّنْ } في معنى الجمع . ويجوز أن يكون منادى كقولهم من لا يزال محسناً أحسن إليّ ، وحذف حرف النداء للتقريب { بِٱلْغَيْبِ } حال من المفعول ، أي خشيه وهو غائب لم يعرفه ، وكونه معاقباً إلا بطريق الاستدلال . أو صفة لمصدر خشى ، أي خشية خشية ملتبسة بالغيب ، حيث خشي عقابه وهو غائب ، أو خشية بسبب الغيب الذي أوعده به من عذابه ، وقيل في الخلوة حيث لا يراه أحد . فإن قلت كيف قرن بالخشية اسمه الدال على سعة الرحمة ؟ قلت للثناء البليغ على الخاشي وهو خشيته ، مع علمه أنه الواسع الرحمة . كما أثنى عليه بأنه خاش ، مع أنّ المخشى منه غائب ، ونحوه { وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } المؤمنون 60 فوصفهم بالوجل مع كثرة الطاعات . وصف القلب بالإنابة وهي الرجوع إلى الله تعالى لأنّ الاعتبار بما ثبت منها في القلب . يقال لهم { ٱدْخُلُوهَا بِسَلامٍ } أي سالمين من العذاب وزوال النعم . أو مسلماً عليكم يسلم عليكم الله وملائكته { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلُخُلُودِ } أي يوم تقدير الخلود ، كقوله تعالى { فَٱدْخُلُوهَا خَـٰلِدِينَ } الزمر 73 أي مقدرين الخلود { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } هو ما لم يخطر ببالهم ولم تبلغه أمانيهم ، حتى يشاؤه . وقيل إن السحاب تمرّ بأهل الجنة فتمطرهم الحور ، فتقول نحن المزيد الذي قال الله عز وجل { وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ } .