Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 15-19)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ءَاخِذِينَ مآ ءَاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ } قابلين لكل ما أعطاهم راضين به ، يعني أنه ليس فيما آتاهم إلا ما هو ملتقي بالقبول مرضي غير مسخوط ، لأن جميعه حسن طيب . ومنه قوله تعالى { وَيَأْخُذُ ٱلصَّدَقَـٰتِ } التوبة 104 أي يقبلها ويرضاها { مُحْسِنِينَ } قد أحسنوا أعمالهم ، وتفسير إحسانهم ما بعده { مَا } مزيدة . والمعنى كانوا يهجعون في طائفة قليلة من الليل إن جعلت قليلاً ظرفاً ، ولك أن تجعله صفة للمصدر ، أي كانوا يهجعون هجوعاً قليلاً . ويجوز أن تكون { مَا } مصدرية أو موصولة على كانوا قليلاً من الليل هجوعهم ، أو ما يهجعون فيه ، وارتفاعه بقليلاً على الفاعلية . وفيه مبالغات لفظ الهجوع ، وهو الفرار من النوم . قال @ قَدْ حَصَتِ الْبَيْضَةُ رَأْسِي فَمَا أَطْعَمُ نَوْماً غَيْرَ تَهْجَاعِ @@ وقوله { قَلِيلاً } و { مِّنَ ٱلَّيْلِ } لأن الليل وقت السبات والراحة ، وزيادة { مَا } المؤكدة لذلك وصفهم بأنهم يحيون الليل متهجدين ، فإذا أسحروا أخذوا في الاستغفار ، كأنهم أسلفوا في ليلهم الجرائم . وقوله { هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } فيه أنهم هم المستغفرون الأحقاء بالاستغفار دون المصرّين ، فكأنهم المختصون به لاستدامتهم له وإطنابهم فيه . فإن قلت هل يجوز أن تكون ما نافية كما قال بعضهم ، وأن يكون المعنى أنهم لا يهجعون من الليل قليلاً ، ويحيونه كله ؟ قلت لا ، لأن ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها . تقول زيداً لم أضرب ، ولا تقول زيداً ما ضربت السائل الذي يستجدي { وَٱلْمَحْرُومِ } الذي يحسب غنياً فيحرم الصدقة لتعففه . وعن النبي صلى الله عليه وسلم 1089 " ليس المسكين الذي تردّه الأكلة والأكلتان واللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان " قالوا فما هو ؟ قال « الذي لا يجد ولا يتصدق عليه » وقيل الذي لا ينمى له مال . وقيل المحارف الذي لا يكاد يكسب .