Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 10-14)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُتِلَ ٱلْخَرَّٰصُونَ } دعاء عليهم ، كقوله تعالى { قُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا أَكْفَرَهُ } عبس 17 وأصله الدعاء بالقتل والهلاك ، ثم جرى مجرى لعن وقبح . والخرّاصون الكذابون المقدرون ما لا يصح ، وهم أصحاب القول المختلف ، واللام إشارة إليهم ، كأنه قيل قتل هؤلاء الخراصون . وقرىء « قتل الخراصين » أي قتل الله { فِى غَمْرَةٍ } في جهل يغمرهم { سَـاهُونَ } غافلون عما أمروا به { يَسْـئَلُونَ } فيقولون « أيان يوم الدين » أي متى يوم الجزاء ؟ وقرىء بكسر الهمزة وهي لغة . فإن قلت كيف وقع أيان ظرفاً لليوم ، وإنما تقع الأحيان ظروفاً للحدثان ؟ قلت معناه أيان وقوع يوم الدين . فإن قلت فيم انتصب اليوم الواقع في الجواب ؟ قلت بفعل مضمر دلّ عليه السؤال ، أي يقع يوم هم على النار يفتنون ، ويجوز أن يكون مفتوحاً لإضافته إلى غير متمكن وهي الجملة . فإن قلت فما محله مفتوحاً ؟ قلت يجوز أن يكون محله نصباً بالمضمر الذي هو يقع ورفعا على هو يوم هم على النار يفتنون . وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع { يُفْتَنُونَ } يحرقون ويعذبون . ومنه الفتين وهي الحرّة لأن حجارتها كأنها محرقة { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } في محل الحال ، أي مقولاً لهم هذا القول { هَـٰذَا } مبتدأ ، و { ٱلَّذِى } خبره ، أي هذا العذاب هو الذي { كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } ويجوز أن يكون هذا بدلاً من فتنتكم أي ذوقوا هذا العذاب .