Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 1-6)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱلذَّٰرِيَـٰتِ } الرياح لأنها تذور التراب وغيره . قال الله تعالى { تَذْرُوهُ ٱلرِّياحُ } الكهف45 وقرىء بإدغام التاء في الذال { فَٱلْحَـٰمِلَـٰتِ وِقْراً } السحاب ، لأنها تحمل المطر . وقرىء « وقراً » بفتح الواو على تسمية المحمول بالمصدر . أو على إيقاعه موقع حملاً { فَٱلْجَـٰرِيَـٰتِ يُسْراً } الفلك . ومعنى يسراً جريا ذا يسر ، أي ذا سهولة { فَٱلْمُقَسّمَـٰتِ أَمْراً } الملائكة ، لأنها تقسم الأمور من الأمطار والأرزاق وغيرها . أوتفعل التقسيم مأمورة بذلك . وعن مجاهد تتولى تقسيم أمر العباد جبريل للغلظة ، وميكائيل للرحمة . وملك الموت لقبض الأرواح ، وإسرافيل للنفخ . وعن عليّ رضي الله عنه أنه قال وهو على المنبر سلوني قبل أن لا تسألوني ، ولن تسألوا بعدي مثلي ، فقام ابن الكوّاء فقال ما الذريات ذروا ؟ قال الرياح . قال فالحاملات وقرا ؟ قال السحاب . قال فالجاريات يسراً ؟ قال الفلك . قال فالمقسمات أمراً ؟ قال الملائكة وكذا عن ابن عباس . وعن الحسن المقسمات السحاب ، يقسم الله بها أرزاق العباد ، وقد حملت على الكواكب السبعة ، ويجوز أن يراد الرياح لا غير لأنها تنشىء السحاب وتقله وتصرفه ، وتجري في الجو جرياً سهلاً ، وتقسم الأمطار بتصريف السحاب . فإن قلت ما معنى الفاء على التفسيرين ؟ قلت أمّا على الأوّل فمعنى التعقيب فيها أنه تعالى أقسم بالرياح ، فبالسحاب الذي تسوقه ، فبالفلك التي تجريها بهبوبها ، فبالملائكة التي تقسم الأرزاق بإذن الله من الأمطار وتجارات البحر ومنافعه . وأمّا على الثاني ، فلأنها تبتدىء بالهبوب ، فتذرو التراب والحصباء ، فتنقل السحاب ، فتجري في الجوّ باسطة له فتقسم المطر { إِنّمَا تُوعَدُونَ } جواب القسم ، وما موصولة أو مصدرية ، والموعود البعث . ووعد صادق كعيشة راضية . والدين الجزاء . والواقع الحاصل .