Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 7-9)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱلْحُبُكِ } الطرائق ، مثل حبك الرمل والماء إذا ضربته الريح ، وكذلك حبك الشعر آثار تثنيه وتكسره . قال زهيريصف غديراً @ مُكَلَّلٌ بِأُصُولِ النَّجْمِ تَنْسِجُهُ رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مَائِهِ حُبُكُ @@ والدرع محبوكة لأنّ حلقها مطرق طرائق . ويقال إنّ خلقه السماء كذلك . وعن الحسن حبكها نجومها . والمعنى أنها تزينها كما تزين الموشى طرائق الوشي . وقيل حبكها صفاتها وإحكامها ، من قولهم فرس محبوك المعاقم أي محكمها . وإذا أجاد الحائك الحياكة قالوا ما أحسن حبكه ، وهو جمع حباك ، كمثال ومثل . أو حبيكة ، كطريقة وطرق . وقرىء « الحبك » بوزن القفل . والحبك ، بوزن السلك . والحبك ، بوزن الجبل . والحبك بوزن البرق . والحبك بوزن النعم . والحبك بوزن الإبل { إِنَّكُمْ لَفِى قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } قولهم في الرسول ساحر وشاعر ومجنون ، وفي القرآن شعر وسحر وأساطير الأوّلين . وعن الضحاك قول الكفرة لا يكون مستوياً ، إنما هو متناقض مختلف . وعن قتادة منكم مصدّق ومكذب ، ومقرّ ومنكر { يُؤْفَكُ عَنْهُ } الضمير للقرآن أوللرسول ، أي يصرف عنه ، من صرف الصرف الذي لا صرف أشد منه وأعظم كقوله لا يهلك على الله إلا هالك . وقيل يصرف عنه من صرف في سابق علم الله ، أي علم فيما لم يزل أنه مأفوك عن الحق لا يرعوى . ويجوز أن يكون الضمير لما توعدون أو للدين أقسم بالذاريات على أن وقوع أمر القيامة حق ، ثم أقسم بالسماء على أنهم في قول مختلف في وقوعه ، فمنهم شاكّ ، ومنهم جاحد . ثم قال يؤفك عن الإقرار بأمر القيامة من هو المأفوك . ووجه آخر وهو أن يرجع الضمير إلى قول مختلف وعن مثله في قوله @ يَنْهَوْنَ عَنْ أَكْلٍ وَعَنْ شُرْبِ @@ أي يتناهون في السمن بسبب الأكل والشرب . وحقيقته يصدر تناهيهم في السمن عنهما ، وكذلك يصدر إفكهم عن القول المختلف . وقرأ سعيد بن جبير « يؤفك عنه » من أفك » ، على البناء للفاعل . أي من أفك الناس عنه وهم قريش ، وذلك أنّ الحيّ كانوا يبعثون الرجل ذا العقل والرأي ليسأل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقولون له احذره ، فيرجع فيخبرهم . وعن زيد بن عليّ يأفك عنه من أفك ، أي يصرف الناس عنه من هو مأفوك في نفسه . وعنه أيضاً يأفك عنه من أفك أي يصرف الناس عنه من هو أفاك كذاب . وقرىء « يؤفن عنه من أفن » أي يحرمه من رحم ، من أفن الضرع إذا نهكه حلباً .