Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 22-23)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } هو المطر لأنه سبب الأقوات . وعن سعيد بن جبير هو الثلج وكل عين دائمة منه . وعن الحسن أنه كان إذا رأى السحاب قال لأصحابه فيه والله رزقكم ، ولكنكم تحرمونه لخطاياكم { وَمَا تُوعَدُونَ } الجنة هي على ظهر السماء السابعة تحت العرش . أو أراد أن ما ترزقونه في الدنيا وما توعدون به في العقبى كله مقدّر مكتوب في السماء . قرىء « مثل ما » بالرفع صفة للحق ، أي حق مثل نطقكم ، وبالنصب على إنه لحق حقاً مثل نطقكم . ويجوز أن يكون فتحاً لإضافته إلى غير متمكن . وما مزيدة بنص الخليل ، وهذا كقول الناس إن هذا لحق ، كما أنك ترى وتسمع ، ومثل ما إنك ههنا . وهذا الضمير إشارة إلى ما ذكر من أمر الآيات والرزق وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أو إلى ما توعدون . وعن الأصمعي أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له فقال من الرجل ؟ قلت من بني أصمع . قال من أين أقبلت ؟ قلت من موضع يتلى فيه كلام الرحمٰن . فقال اتل عليّ ، فتلوت { وَٱلذٰرِيَـٰتِ } فلما بلغت قوله تعالى { وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } قال حسبك ، فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر ، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى ، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف ، فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق ، فالتفتّ فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر ، فسلم عليّ واستقرأ السورة ، فلما بلغت الآية صاح وقال قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ، ثم قال وهل غير هذا ؟ فقرأت فوربّ السماء والأرض إنه لحق ، فصاح وقال يا سبحان الله ، من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ، لم يصدقوه بقوله حتى ألجأوه إلى اليمين قالها ثلاثاً وخرجت معها نفسه .