Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 24-30)
Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ هَلْ أَتَٰكَ } تفخيم للحديث وتنبيه على أنه ليس من علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما عرفه بالوحي . والضيف للواحد والجماعة كالزور والصوم لأنه في الأصل مصدر ضافه ، وكانوا اثني عشر ملكاً . وقيل تسعة عاشرهم جبريل . وقيل ثلاثة جبريل ، وميكائيل ، وملك معهما . وجعلهم ضيفاً لأنهم كانوا في صورة الضيف حيث أضافهم إبراهيم . أو لأنهم كانوا في حسبانه كذلك . وإكرامهم أنّ إبراهيم خدمهم بنفسه ، وأخدمهم امرأته ، وعجل لهم القِرى أو أنهم في أنفسهم مكرمون . قال الله تعالى { بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ } الأنبياء 26 . { إِذْ دَخَلُواْ } نصب بالمكرمين إذا فسر بإكرام إبراهيم لهم وإلا فبما في ضيف من معنى الفعل . أو بإضمار أذكر { سَلَـٰماً } مصدر سادّ مسدّ الفعل مستغنى به عنه . وأصله نسلم عليكم سلاماً ، وأمّا { سَلَـٰمٌ } فمعدول به إلى الرفع على الابتداء . وخبره محذوف ، معناه عليكم سلام ، للدلالة على ثبات السلام ، كأنه قصد أن يحييهم بأحسن مما حيوه به ، أخذا بأدب الله تعالى . وهذا أيضاً من إكرامه لهم . وقرئا مرفوعين . وقرىء « سلاما » قال « سلما » والسلم السلام . وقرىء « سلاما قال سلم » { قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أنكرهم للسلام الذي هو علم الإسلام . أو أراد أنهم ليسوا من معارفه أو من جنس الناس الذين عهدهم ، كما لو أبصر العرب قوماً من الخزر أو رأى لهم حالاً وشكلاً خلاف حال الناس وشكلهم ، أو كان هذا سؤالاً لهم ، كأنه قال أنتم قوم منكرون ، فعرّفوني من أنتم { فَرَاغَ إِلَىٰ ۤأَهْلِهِ } فذهب إليهم في خفية من ضيوفه ومن أدب المضيف أن يخفي أمره ، وأن يبادره بالقرى من غير أن يشعر به الضيف ، حذراً من أن يكفه ويعذره . قال قتادة كان عامة مال نبي الله إبراهيم البقر { فَجآءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ } . والهمزة في { أَلا تَأْكُلُونَ } للإنكار أنكر عليهم ترك الأكل . أو حثهم عليه { فَأَوْجَسَ } فأضمر . وإنما خافهم لأنهم لم يتحرّموا بطعامه فظن أنهم يريدون به سوءاً . وعن ابن عباس وقع في نفسه أنهم ملائكة أرسلوا للعذاب . وعن عون بن شداد مسح جبريل العجل بجناحه فقام يدرج حتى لحق بأمّه { بِغُلَـٰمٍ عَلِيمٍ } أي يبلغ ويعلم . وعن الحسن عليم نبيّ ، والمبشر به إسحاق ، وهو أكثر الأقاويل وأصحها لأن الصفة صفة سارّة لا هاجر ، وهي امرأة إبراهيم وهو بِعلها . وعن مجاهد هو إسماعيل { فِى صَرَّةٍ } في صيحة ، من صر الجندب ، وصرّ القلم و صرّ الباب ، ومحله النصب على الحال ، أي فجاءت صارّة . قال الحسن أقبلت إلى بيتها وكانت في زاوية تنظر إليهم ، لأنها وجدت حرارة الدم فلطمت وجهها من الحياء ، وقيل فأخذت في صرة ، كما تقول أقبل يشتمني . وقيل صرتها قولها أوه . وقيل يا ويلتا . وعن عكرمة رنتها { فَصَكَّتْ } فلطمت ببسط يديها . وقيل فضربت بأطراف أصابعها جبهتها فعل المتعجب { عَجُوزٌ } أنا عجوز ، فكيف ألد { كَذَلِكِ } مثل ذلك الذي قلنا وأخبرنا به { قَالَ رَبُّكِ } أي إنما نخبرك عن الله ، والله قادر على ما تستبعدين . وروى أنّ جبريل قال لها انظري إلى سقف بيتك ، فنظرت فإذا جذوعه مورقة مثمرة .