Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 11-16)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

غلب الخوض في الاندفاع في الباطل والكذب . ومنه قوله تعالى { وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَائِضِينَ } المدثر 45 ، { وَخُضْتُمْ كَٱلَّذِي خَاضُواْ } التوبة 69 الدع الدفع العنيف ، وذلك أن خزنة النار يغلون أيديهم إلى أعناقهم ، ويجمعون نواصيهم إلى أقدامهم ، ويدفعونهم إلى النار دفعاً على وجوههم وزخاً في أقفيتهم . وقرأ زيد بن عليّ « يدعون » من الدعاء أي يقال لهم هلموا إلى النار ، وادخلوا النار { دَعًّا } مدعوعين ، يقال لهم هذه النار { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا } يعني كنتم تقولون للوحي هذا سحر ، أفسحر هذا ؟ يريد أهذا المصداق أيضاً سحر ؟ ودخلت الفاء لهذا المعنى { أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } كما كنتم لا تبصرون في الدنيا ، يعني أم أنتم عمي عن المخبر عنه كما كنتم عمياً عن الخبر ، وهذا تقريع وتهكم { سَوَآءٌ } خبر محذوف ، أي سواء عليكم الأمران الصبر وعدمه ، فإن قلت لم علل استواء الصبر وعدمه بقوله { إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ؟ قلت لأنّ الصبر إنما يكون له مزية على الجزع ، لنفعه في العاقبة بأن يجازي عليه الصابر جزاء الخير ، فأما الصبر على العذاب الذي هو الجزاء ولا عاقبة له ولا منفعة ، فلا مزية له على الجزع .