Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 19-23)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ٱللَّـٰتَ وَٱلْعُزَّىٰ وَمَنَوٰةَ } أصنام كانت لهم ، وهي مؤنثات فاللات كانت لثقيف بالطائف . وقيل كانت بنخلة تعبدها قريش ، وهي فعلة من لوى لأنهم كانوا يلوون عليها ويعكفون للعبادة . أو يلتوون عليها أي يطوفون . وقرىء « اللات » بالتشديد . وزعموا أنه سمي برجل كان يلت عنده السمن بالسويق ويطعمه الحاج . وعن مجاهد كان رجل يلت السويق بالطائف ، وكانوا يعكفون على قبره ، فجعلوه وثناً ، والعزى كانت لغطفان وهي سمرة ، وأصلها تأنيث الأعز . 1103 وبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها ، فخرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها ، واضعة يدها على رأسها ، فجعل يضربها بالسيف حتى قتلها وهو يقول @ يَا عُزَّ كُفْرَانَكِ لاَ سُبْحَانَك إني رَأَيْتُ اللَّهَ قَدْ أَهانَكَ @@ ورجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام تلك العزى ولن تعبد أبداً . ومناة صخرة كانت لهذيل وخزاعة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما لثقيف . وقرىء « ومناءة » وكأنها سميت مناة لأنّ دماء النسائك كانت تمنى عندها ، أي تراق ، ومناءة مفعلة من النوء ، كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركاً بها . و { ٱلأَخْرَىٰ ۤ } ذمّ ، وهي المتأخرة الوضيعة المقدار ، كقوله تعالى { قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاَهُمْ } الأعراف 38 أي وضعاؤهم لرؤسائهم وأشرافهم . ويجوز أن تكون الأوّلية والتقدّم عندهم للات والعزى . كانوا يقولون إنّ الملائكة وهذه الأصنام بنات الله ، وكانوا يعبدونهم ويزعمون أنهم شفعاؤهم عند الله تعالى مع وأدهم البنات ، فقيل لهم { أَلَكُمُ ٱلذَّكَرُ وَلَهُ ٱلاْنثَىٰ 21 } ويجوز أن يراد أنّ اللات والعزى ومناة إناث ، وقد جعلتموهنّ لله شركاء ، ومن شأنكم أن تحتقروا الإناث وتستنكفوا من أن يولدن لكم وينسبن إليكم ، فكيف تجعلون هؤلاء الإناث أنداداً لله وتسمونهنّ آلهة { قِسْمَةٌ ضِيزَىٰ } جائرة ، من ضازه يضيزه إذا ضامه ، والأصل ضوزى . ففعل بها ما فعل ببيض لتسلم الياء . وقرىء « ضئزى » من ضأزه بالهمز . وضيزى بفتح الضاد { هِىَ } ضمير الأصنام ، أي ما هي { إِلاَّ أَسْمَاءٌ } ليس تحتها في الحقيقة مسميات ، لأنكم تدعون الإلهية لما هو أبعد شيء منها وأشدّه منافاة لها . ونحوه قوله تعالى { مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا } يوسف 40 أو ضمير الأسماء وهي قولهم ، اللات والعزى ومناة ، وهم يقصدون بهذه الأسماء الآلهة ، يعني ما هذه الأسماء إلا أسماء سميتموها بهواكم وشهوتكم ، ليس لكم من الله على صحة تسميتها برهان تتعلقون به . ومعنى { سَمَّيْتُمُوهَا } سميتم بها ، يقال سميته زيداً ، وسميته بزيد إن يتبعون وقرىء بالتاء { إِلاَّ ٱلظَّنَّ } إلا توهم أنّ ما هم عليه حق ، وأنّ آلهتهم شفعاؤهم ، وما تشتهيه أنفسهم ، ويتركون ما جاءهم من الهدى والدليل على أنّ دينهم باطل .