Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 1-3)

Tafsir: al-Kaššāf ʿan ḥaqāʾiq ġawāmiḍ at-tanzīl wa-ʿuyūn al-aqāwīl fī wuǧūh at-taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

انشقاق القمر من آيات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعجزاته النيرة . عن أنس بن مالك رضي الله عنه 1109 أن الكفار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية فانشق القمر مرتين . وكذا عن ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما ، قال ابن عباس 1110 انفلق فلقتين فلقة ذهبت وفلقة بقيت وقال ابن مسعود 1111 رأيت حراء بين فلقتي القمر . وعن بعض الناس أن معناه ينشق يوم القيامة . وقوله { وَإِن يَرَوْاْ ءايَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ } يردّه ، وكفى به رادّاً ، وفي قراءة حذيفة « وقد انشق القمر » أي اقتربت الساعة وقد حصل من آيات اقترابها أن القمر قد انشق ، كما تقول أقبل الأمير وقد جاء المبشر بقدومه . وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال 1112 ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم . مستمر دائم مطرد ، وكل شيء قد انقادت طريقته ودامت حاله ، قيل فيه قد استمرّ . لما رأوا تتابع المعجزات وترادف الآيات قالوا هذا سحر مستمرّ . وقيل مستمرّ قوي محكم ، من قولهم استمر مريره . وقيل هو من استمر الشيء إذا اشتدت مرارته ، أي مستبشع عندنا ، مرّ على لهواتنا ، لا نقدر أن نسيغه كما لا يساغ المر الممقر . وقيل مستمر مارّ ، ذاهب يزول ولا يبقى ، تمنية لأنفسهم وتعليلاً . وقرىء « وإن يروا » { وَٱتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ } وما زين لهم الشيطان من دفع الحق بعد ظهوره { وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ } أي كل أمر لا بد أن يصير إلى غاية يستقرّ عليها ، وإن أمر محمد سيصير إلى غاية يتبين عندها أنه حق ، أو باطل وسيظهر لهم عاقبته . أو وكل أمر من أمرهم وأمره مستقر ، أي سيثبت ويستقر على حالة خذلان أو نصرة في الدنيا ، وشقاوة أو سعادة في الآخرة . وقرىء بفتح القاف ، يعني « كل أمر ذو مستقرّ » أي ذو استقرار . أو ذو موضع استقرار أو زمان استقرار . وعن أبي جعفر « مستقر » ، بكسر القاف والجرّ عطفاً على الساعة ، أي اقتربت الساعة واقترب كل أمر مستقر يستقر ويتبين حاله .